رسالة إلى كّل الصحفيين الغيورين على غزة وأهلها ..
لكل الذين تأخذهم الحِمْيةِ والحَمِية من أي نوع ، ويسرفون في الكتابة عن الإنتصارات وحجمها وقرب واقتراب حسمها ، دون الإلتفات والإشارة لأوضاع المنكوبين المهجرين بمأوى أو بلا مأوى .. لمن يلتحفون الأرض أيتاماً وأراملَ وثكالى …
دعوكم من البطولات وصولاتها فالجزيرة والدويري ابدعوا في زراعة الأملِ أو صناعةِ الوَهمِ .. سَيّانْ .. اتركوا لهم دور المُحللِ وَتَحللوا مِن قَسوةِ قُلوبكم ..
اكتبوا عن الناس .. عن أوجاعها عَن فَقد أبنائها وهدم حياتها.. عن لجوئها وفَقرها في مواجهة قسوة الحياة وجشع التجار ..
عن ضَعفها في مواجهة عصابات سرقة المساعدات ..
اكتبوا عَن وَجعِ أمرأةٍ فَقدت زوجها وأخوتها وأبناءها ولم يتبقَ لها سوى حفيدان طِفلانِ تَيتما ، لا تَملك ما تَدفعُ بهِ الجوعَ والبردَ والمَرضَ عنهما ..
أَكتبوا عن بُخلِ السادةِ الأغنياء وعن رأس المال المُهرب للخارج بلا رقيب أو حسيب .. اكتبوا عن جُورِ القادةِ المؤمنين وعن ظُلم المأجورين المُجرمين ..
دَعوكم من نَفخِ نيرانِ المَعاركِ والتغني بِالنصرِ فوقَ انقاضِ البشر ..
حَدثونا عن بعضِ الكرامةِ في الكرم وَبعضُ أخلاقِ التدينُ غير الفتاوى في ازدراء الناسِ وَسحقها تَحتَ عِنوان العِبادةِ في الصمود ..
حَدثونا عن التكافلِ والتضامن ..
عن التكاتف بَينَ ابناءِ القبيلةِ أو الوَطنْ ..
اكتبوا عن المسؤولية والمسؤولين ..ذَكروهم بواجباتهم تجاه الشعوب وأنَّ الكرامةَ في العطاءِ لا مِلئ الجيوب ..
اكتبوا عن أي أمرٍ قد يُفيد الناس في غزة . ودَعكم من تَرفِ التَغني بِالوجعْ .
مصطفى عبد الهادي
"ابو ربيع"