الدور الأمريكي:
وفرت الولايات المتحدة الأمريكية كل السبل والاحتياجات اللازمة لإسرائيل. كما قامت بحمايتها وتعطيل أي اجراءات أو قرارات أممية وأخرى صادرة عن محكمة العدل الدولية واستخدمت حق الڤيتو لمنع ادانتها أو حتى الضغط عليها ومارست سياسات مضللة تضحك فيه على دول المجتمع الدولي اضافة الى تمرير المسكنات الكوميدية الى ما يسمى دول الأمة العربية. وذلك كله يهدف إلى استخدام المبررات والحجج لتحقيق اهداف سياسية وجغرافية و ديمغرافية لفرض واقع جديد في المنطقة خاصة فلسطين والتي تشمل قطاع غزة والضفة وترتيبات لوضع القدس الجديد الذي تم تحديده سرا . مع فرض حالة جديد لجميع الدول الحدودية.
الدور العربي:
الملفت للنظر والمستغرب في هذه الحرب التي اشرفت على مرور عام على بدايتها ليس الموقف الأمريكي الداعم بقوة لإسرائيل، ولا هو بالموقف الأوروبي الذي لا يستطيع تجاوز الموقف الأمريكي. إنما في الموقف العربي الذي ظهر وبما لا يدع مجالا للشك انه موقف مخزي يدل على الدعم العربي الكامل للرؤية الأمريكية وايصال رسالة الى إسرائيل تتضمن تأكيدات على عدم التدخل عسكريا إلا لحماية حدود بلادهم وقد تم تطبيق ذلك بشكل واضح من تواجد الجيوش العربية على الحدود لحماية بلادهم من الفلسطينيين.
الدور الإيراني:
كثير من المتابعين والمتفائلون بالأحلام المستحيلة توقعوا مشاركة إيران في الحرب منذ ان بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة. كما بذل السياسيون الفلسطينيون جهودا كبيرة لإقناع حزب الله المشاركة في الحرب . حزب الله من جهته ورغبة في الخروج من الإحراج وعد بأن يكون له دور إسناد كونه غير مستعدا للحرب ولم يحضر لها بحجة انه لم يتم التشاور معها من جهة وأن ايران لا ترى ان الفرصة قائمة مع التأكيد على انها سمحت لحزب الله بأن يقوم بدور المساندة لا المشاركة بالشكل الذي تريده حركة حماس رغم ان ايران قد أوهمت اطراف ما يسمى محور المقاومة انها لن تسمح لإسرائيل القضاء على أي من هذه الأطراف وستعمل على دعمهم والوقوف معهم !
تسلسل الأحداث والوهم :
مخطىء من يظن ان قطاع غزة هو قطاع غزة الذي يعرفه الناس، كما هو واهم من يعتقد بان المقاومة في قطاع غزة مستمرة و باقية. وما من شك ان القطاع الآن شبه محتل ومحاصر وتم تغيير شكله وامتداده وحدوده بينما ايران تشاهد ولا تحرك ساكنا. كذلك استمر حزب الله في الدور المسموح له به كجبهة مساندة . ودخلت ايران هنا مرحلة مراجعة الذات فهي لا ترغب في المشاركة ولكنها في نفس الوقت تبحث عن حلول تجنبها الحرب حتى لو تخلت عن ما يسمى أذرعها في المنطقة وتشير بعض التقارير المسربة انها تمكنت من عقد اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تتدخل في الحرب وهنا بدأت تظهر خلافات حادة وخطيرة في اركان القيادة الإيرانية فتوالت الأحداث تباعا والغموض الممتد على النحو الذي شهد تصفيات وإغتيالات.
التصفيات الممنهجة:
في 2 يناير 2024 نفذ الاحتلال عملية إغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لليروت
في 1 ابريل تم اغتيال محمد رضا زاهدي نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني.
في 19 مايو 2024 تم الإعلان عن سقوط طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد اللهيان وأعلن عن وفاتهما.
في 30 يوليو نفذ الإحتلال عملية اغتيال فؤاد شكر مسؤول العمليات في حزب الله.
في 31 يوليو وفي صورة يحيط بها الغموض و تشبه الى حد كبير سقوط طائرة الرئيس الأيراني! تم إغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية.
في 17 سبتمبر بدأ تنفيذ الخطة الإسرائيلية التي تستهدف القضاء على حزب الله. والبداية كانت في واحدة من اكبر الإختراقات الأمنية بتفجير وسائل الإتصال (بيجر) ما أدى الى اغتيال واصابة الالاف من عناصر حزب الله.
في 18 سبتمبر اكتملت الاختراقات الأمنية لتفجير وسائل إتصال ( إيكوم) ليسقط ايضا عددا كبيرا آخرا بين قتيل وجريح.
في 20سبتمبر تم إغتيال ابراهيم عقيل و وسام الطويل و قائد عمليات قوة الرضوان احمد وهبي وقادة اخرين في حزب الله .
في 24 سبتمبر تم إغتيال قائد قوة التشكيلات الصاروخية في حزب الله ابراهيم الكبيسي.
في 27 سبتمبر نفذ الاحتلال احدى أكبر عمليات الإغتيال حيث سقط في هذه العملية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وعلي الكركي احد القيادات المؤثرة من الصف الأول وقائد الجبهة الجنوبية.
في 28 سبتمر تم اغتيال نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله.
ومن الواضح هنا ان حزب الله كان مكشوفا ومخترقا بالكامل وان هناك دور كبير لدول وافراد لضرب حزب الله في مقتل! وعمليات بيع وشراء تمت قبل وخلال مسلسل الإغتيالات.
القادم من الأيام :
ستبقى العيون متجهة نحو الحرب التي يخوضها الاحتلال في جنوب لبنان مع تسلية مستمرة لجيش الاحتلال في غزة والضفة ومن الواضح ان نتنياهو المدعوم أمريكيا قد افقد المجتمع الدولي قيمته وأهميته بحيث انه استمر مجرد أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير و تثبيت مصالحها التي لا تختلف عن مصالح إسرائيل.
الحقيقة الغائبة ان لا أحد في أمان و في المرحلة القادمة ستكون الضفة والسلطة الحاكمة هدف اسرائيلي آخر بعد فرض السيطرة الكاملة على جنوب لبنان وتغييب حزب الله السلطة لحاكمة فيه وتقليم اظافره، ومن ثم استمرار تغييب كامل للسلطة الحاكمة في قطاع غزة.
الجبهات الثلاث إن صح تسميتها بالجبهات ( قطاع غزة، جنوب لبنان، الضفة) ستكون جميعها أهداف اسرائيلية من اجل تغيير شامل لشكل النظام والحكم والسيطرة ومن يعتقد ان الضفة بعيدة عن الرؤية الإسرائيلية لفرض مستقبلها فقد يكون قد وقع في الخطأ، ونتنياهو يعمل على انهاء وإلغاء سلطة حزب الله في جنوب لبنان و سلطة حماس في قطاع غزة والسلطة في الضفة ، وهو يحمل في جعبته أكثر من سيناريو لوضعهم الجديد. أما القدس فلم يعد احد متمسكا بها سوى من كلمات في خطابات.!
سيناريوهات نتنياهو تتمحور حول الغاء نهائي لفكرة الدولة الفلسطينية و لا شك ان هذا يتطلب إيجاد حلول لمدن الضفة بحيث انه سيحاول ايجاد قيادة فلسطينية جديدة توافق على فكرة الحكم الذاتي لمناطق الضفة ولا يرتقي لمستوى الدولة لإدارة شؤون الضفة.
الخطط الجاهزة:
اجزم ...لا.....ولأقول اعتقد ان كل ما حدث ويحدث بدءا من 7 أكتوبر 2023 حتى يومنا هذا و ما سيتبع كانت خطط اسرائيلية جاهزة للتنفيذ واستعانت بالأطراف التي تساعدها لإتمام هذه الخطط وتكون ايضا محصنة دوليا ولديها مبررات تم توفيرها على شكل بطولات للاخرين وقد يكون ما عند حزب الله موجود عندنا والله أعلم.
السؤال النهائي:
هل ستتمكن قيادة السلطة من تجنيب الضفة ما تعرض له قطاع غزة ، وما يتعرض له لبنان؟ نأمل ذلك.