الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ منها...ياسر عرفات

بقلم إبراهيم الخطيب

لكل قولٍ مبتدأ، ومبتدأ قولنا بمن يصبحون الخبر في كل صباحٍ وليلة، وفي كل لحظةٍ ووهلة، تعوم في سماء الوطن أرواحهم محلِّقة، وتبيت على أرضه أشلائهم متفرِّقة، فالمجد والخلود لمن عن دنيا الزوال حاد، والحرية كلها لمن بالحرية جاد، والشفاء العاجل لمن أثخنته الجراح فداءً للبلاد.

هذي البلاد التي أشترط السلام 
بسلامها فلا أمناً في المنطقة من غير فلسطين الآمنة
والأمن فيها بقيامها دولة موحدة مستقلة، فلا فصلاً سياسياً وجغرافياً يحول دون وحدتها، ولا احتلالاً يعيث فيها قتلاً وتدميراً يبطل استقلاليتها، فتكون تلك الدولة الدرع الحصين والسد المنيع أمام المشروع الصهيوني التوسعي التطرفي الرامي إلى بسط النفوذ وتوسيع الجغرافيا مما يشكل تهديداً صريحاً على كل الدول التي شملتها خريطة "من النيل إلى الفرات" 
الدولة الفلسطينية تقضي على مشروع إسرائيل المسيطرة النافذة وتبقي منها إسرائيل الوظيفية حتى تحرير كامل الأرض المباركة 

انطلاقاً من هذه المفهومية يصبح إلزاماً على كل دول الأمة العمل بكافة الوسائل على تحقيق الوجود العملي للدولة الفلسطينية مدعومةً بالدول المعادية للاحتلال والأباراتهايد

"إيران وإسرائيل"

بعد تصاعد الآراء المناهضة للتدمير الدامي الذي تنتهجه حكومة الاحتلال النازية ضد أرضنا الطاهرة وشعبنا الأعزل، وتوعد العديد من الدول بقطع العلاقات ودعم فلسطين في كل المحافل الدولية كي تظفر بكافة حقوقها السليبة، وتفعيل حالة الضغط الداخلي والخارجي على أمريكا وموقفها الداعم للإجرام الإسرائيلي، أصبح من المهم أن يجد نيتينياهو ومجلس حربه ووزراء حكومته العذر والمنجا حتى يستمر في حربه وفرصة اقتناص المزيد من الأراضي الحدودية المحاذية ل"إسرائيل" وضم الأرض الفلسطينية 

فوجد إيران وأذرعها في الشرق أداةً لتحقيق آماله وتوسيع دائرة حربه فأخذ من توجيه الأنظار نحو المحور الإيراني، ذريعةً يستغلها نحو حالة من عدم الإستقرار في معادلة الشرق الأوسط

فبدأ بأن وجه ضربة لم يقر بها في مقر القنصلية في دمشق وبعد أول رد معلن من قبل إيران، بدأ بجملة الاغتيالات الواسعة التي طالت قيادة المكتب السياسي لحركة حماس وقيادات في حزب الله انتهاءً بحسن نصر الله، فأراد بذلك اعلان حرب حقيقية من قبل إيران على إسرائيل، وما يفيده خلال فترة الانضباط الإيراني هو تجنب الدخول بعمق في تشعبات الحرب مع الحوثي اليمني والحشد الشعبي العراقي، ويبقي حربه مع حزب الله انتقالاً للنظام السوري"بجانب الحرب الأساسية على شعبنا الفلسطيني" حتى تعلن إيران وحرسها الثوري وقيادة محورها الحرب العلنية على دولته، وبالتالي يصبح بإمكانه تقديم أوراقه المطالبة بنجدة دولية، وهنا تكمل أمريكا ودول الغرب المعادية لإيران دورها في مجلس الأمن ، ونظراً لعدمية وجود حاضنة أممية دولية للمحور الإيراني، والتصنيف المعادي لوجوده في مجلس الأمن، فإن قرار الحرب الإيراني لا يصب في صالحها مطلقاً، ومع ذلك فإننا ننتظر ما تخبئه لنا الأيام 

أما عن طبيعة العلاقة الإيرانية الإسرائيلية وتشابه مشاريعهما في الشرق فنبقيه لمقالات قادمة بإذن الله

ونأمل من الله الفرج القريب والنصر المؤزر على كل الظلام

رغم الألم يبقى الأمل فلا غالب إلا الله

البوابة 24