أسرار اختراق أجهزة البيجرز الخاصة بحزب الله

جهاز بيجر انفجر بعناصر من حزب الله
جهاز بيجر انفجر بعناصر من حزب الله

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تفاصيل مثيرة حول عملية استخباراتية معقدة نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي لاختراق "حزب الله" عبر تفجير أجهزة "بيجر" لاسلكية تم تسليمها لعناصر الحزب.

خطة موساد لاختراق حزب الله

أوضحت الصحيفة أن الموساد قام بتزويد عناصر "حزب الله" بأجهزة اتصال "مفخخة"، واستطاع من خلال التخطيط الدقيق والتكنولوجيا المتقدمة زرع قنابل موقوتة في أيدي مقاتلي الحزب. في البداية، قدم الموساد عرضًا للحزب قبل عامين لجهاز "بيجر" من طراز "أبولو AR924"، الذي بدا ملائمًا لاحتياجاته في التواصل بين عناصره.

 توريط حزب الله في شراء الأجهزة

أُعجب قادة "حزب الله" بمزايا الجهاز المتينة والمقاومة للماء، مما دفعهم لشراء 5000 جهاز وتوزيعها على المقاتلين في فبراير الماضي. المعلومات الواردة في التقرير استندت إلى مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين وأميركيين، بالإضافة إلى مصادر مقربة من "حزب الله"، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها.

 تفاصيل الإنتاج والتواطؤ

كما تبين أن عملية إنتاج الأجهزة تمت بالاستعانة بمصادر خارجية، إذ لم يكن لدى الوسيطة المسؤولة عن التسويق أي علم بأن أجهزة "البيجر" تم تجميعها فعليًا في إسرائيل تحت إشراف الموساد. هذه الأجهزة، التي تزن أقل من 3 أونصات، كانت تحتوي على ميزة فريدة تتمثل في مكان للبطارية يمكنه إخفاء كمية ضئيلة من المتفجرات القوية.

 تقنيات خفية لإخفاء المتفجرات

وأشار المسؤولون إلى أن مكونات القنابل كانت مخفية بعناية شديدة، حتى أنه يمكن ألا تُكتشف عند تفكيك الجهاز. يُعتقد أن "حزب الله" قد قام بتفكيك بعض الأجهزة وفحصها بالأشعة السينية، لكنه لم يكتشف المتفجرات. كما كانت هذه الأجهزة مزودة بميزة تفجير عن بُعد عبر إشارة إلكترونية، مما يمكّن الموساد من تفجير الآلاف منها في وقت واحد.

 قرار نتنياهو بالمضي في العملية

في 12 سبتمبر، استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستشاريه الاستخباراتيين لمناقشة الخيارات الممكنة ضد "حزب الله". وكشفت تقارير لاحقة أن معظم كبار المسؤولين الإسرائيليين لم يكونوا على علم بتفاصيل هذه العملية حتى ذلك التاريخ، مما يبرز حساسية العمل الاستخباراتي المعقد. وعلى الرغم من المخاوف من رد فعل انتقامي محتمل من "حزب الله" أو تدخل إيران، وافق نتنياهو على تنفيذ العملية.

 القلق من اكتشاف العملية

خلال الأيام التي تلت الاجتماع، كان هناك قلق متزايد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن "حزب الله" قد يكتشف المتفجرات المزروعة داخل الأجهزة، ما يعني فشل سنوات من التخطيط. ومع ذلك، رأى الموساد في هذه العملية فرصة لتغيير المعادلة بشكل جذري.

 غياب المعلومات الأميركية

من اللافت أن المسؤولين الأميركيين، الحليف الأقرب لإسرائيل، لم يُبلغوا بتفاصيل عملية أجهزة "البيجر" المفخخة، مما يعكس مستوى السرية والتعقيد الذي رافق هذه العملية الاستخباراتية.

البوابة 24