قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن التحقيقات في هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية أصبحت تشكل تهديدًا سياسيًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في ظل الكشف عن تورطه في تزوير محاضر ووثائق رسمية.
وأوضحت الصحيفة أنه في صباح يوم الهجوم، تلقت نتنياهو مكالمة من جنرال إسرائيلي كبير أبلغه بأن مئات المقاومين الفلسطينيين يستعدون للغزو. ومع ذلك، يُعتقد أن تفاصيل تلك المكالمة تم تعديلها في السجل الرسمي. ومنذ ذلك الحين، يخضع مساعدو نتنياهو للتحقيق بعد أن تبين أنهم قاموا بتغيير التفاصيل في السجلات الرسمية للمكالمات التي أجراها في ذلك اليوم.
وتعتبر التحقيقات حساسة للغاية في "إسرائيل"، حيث يُمكن أن يكون السؤال عن ما كان يعرفه نتنياهو قبل الهجوم ومدى تأثير ذلك على مستقبله السياسي أمرًا حاسمًا. ويُنظر إلى التحقيق كجزء من تقييمات ما بعد الحرب بشأن مسؤولية القادة العسكريين والسياسيين عن واحدة من أسوأ الإخفاقات العسكرية في تاريخ "إسرائيل".
يُذكر أن هذا الاتهام ليس الوحيد الموجه إلى مساعدي نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، حيث يواجهون اتهامات بتسريب وثائق عسكرية سرية، تعديل نصوص محادثاته، وتهديد موظفين سيطروا على السجلات الرسمية.
كما يشير التحقيق أيضًا إلى اتهامات بتهديد ضابط عسكري كان يتحكم في الوصول إلى سجلات المكالمات الرسمية، وتم تصويره في مشهد قد يسبب له إحراجًا شخصيًا. كما يُقال إن أحد مساعدي نتنياهو هدد الضابط باستخدام الفيديو لابتزازه.
إضافة إلى ذلك، تركز التحقيقات على تسريب وثيقة حساسة إلى مؤسسة إخبارية أجنبية، حيث تعكس الوثيقة مذكرة مزعومة لحركة "حماس" حول موقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويُشتبه في أن الوثيقة تم تسريبها من قبل مساعدي نتنياهو لتعزيز موقفه ضد الهدنة مع "حماس".
وتُظهر هذه التحقيقات تنامي الانطباع بين منتقدي نتنياهو بأن فريقه استخدم وسائل غير مشروعة لتحسين صورته السياسية على حساب الحقيقة والأمن القومي.