زمن صيدنايا

زمن صيدنايا *صفحة اولى
موسى الصفدي

ما فعلته و تفعله و ستفعله كذلك ما تمارسه النظم الاستبدادية في كل أصقاع الأرض يعتبر نتيجة مؤكدة و حقيقية لهذا الشكل من أشكال النظم الشمولية في حكم المجتمعات و هي محكومة لحتمية الزوال و السقوط مهما طال زمن وجودها الذي غالباً ما يرتبط بشروط موضوعية و رغبة قوى خارجية داعمة تحتاج لهذا الشكل من النظم لكي تحافظ على مصالحها و نهب ثروات الشعوب
لم يكن مستغرباً و لا باي شكلٍ من الأشكال الإنهيار السريع للنظام و البيئة المصطنعة  التي أحاطت و  حافظت على وجوده خلال أكثر من خمسون عاماً من خلال بناء مؤسسات القهر و صناعة الخوف التي أسست لشروط بقائه بتفاصيل لم يكن الفساد و لا الظلم و غياب العدالة الإجتماعية من اهم مرتكزاتها بل كان أهم أسبابها تعارض وجوده مع مصالح كافة الطبقات الاجتماعية عبر عقود من وجوده الذي شكل لديه وهم البقاء للأبد دون التنبه إلى تحوله إلى تناقض أساسي مشترك لدى كافة الطبقات التي كان يعتقد واهماً أنها تشكل شرطاً من شروط بقائه على الأخص الطبقة التي حاول إستغلالها في إحكام قبضته على المجتمع من خلال توسعة مصالحها ... المافيا الاقتصادية ... التي كانت تنهب و تحتكر كل يتصل بما يحتاجه المواطن السوري 
حتى أبناء الطائفة الكريمة من أبناء الساحل السوري الذين عارضوا ممارساته الإستبدادية كمواطنين اصيلين ضمن المكون السوري لم يستطع إحتوائهم ضمن هذا الشرط و قد عبروا عن ذلك من خلال إنضمامهم لأحزاب كانت تسعى و تدعوا للعدالة الاجتماعية و الدولة المدنية و إنهاء حكم الإستبداد و سعوا  لتنظيم مبكر لروابط تحولت إلى تعبيرات حزبية لديها برامج متقدمة معلنة في مواجهة النظام و قد كانت حريتهم ثمناً لذلك بعد أن نكل بهم النظام أشد تنكيل و زج بغالبيتهم في سجونه
أغلب السجناء السياسيين في سجون سوريا من الذين قابلتهم في فترات مختلفة من فترات إعتقالي في سوريا في الأفرع الأمنية و في سجن صيدنايا كانوا من أبناء الساحل السوري ما يمثل فشله في إستقطابهم في صف مشروعه للبقاء في الحكم  

عضو إتحاد الصحفيين الفلسطينيين

البوابة 24