زمن صيدنا * صفحة فلسطين

بقلم موسى الصفدي


بالكلفة الأقل حاول الاحتلال الصهيوني في فلسطين من خلال الدعم و المساندة الدوليين و مساهمة القوى الإقليمية بشكل فاعل القضاء على أي طموحات او  مشروع يحمل تطلعات وطنية  قد ينشأ في أيٍ من المناطق الفلسطينية التي يُحتمل أن تتشكل فيها روافع وطنية حقيقية  لبناء مشروع وطني فلسطيني يتساوق مع الطرح السياسي الذي يقبل بحل يقود إلى دولة فلسطينية 
بناءً على ذلك سعت الحركة الصهيونية  و لازالت تسعى لمحاصرة أي حوار حول  المسالة الوطنية الفلسطينية  و مشروعها و ضرورات الهوية الذي يحمل و يحقق في جوهره حتمية زواله ضمن سياق و منطق التاريخ الطبيعي الذي لا يقبل بمببرات وجوده الشاذ الذي يعتبر وجوده كحدث طارئ في تاريخ فلسطين القديم و لا يعترف لهم بأي حق وجودي في فلسطين 
إن كل ما يتعارض مع منطق التاريخ الطبيعي القديم  و الذي يعبتر ان التوراة الحالية احد اهم مصادره يقود نحو إستحالة بقاءه ضمن المفهوم الحالي الذي يقوم على قواعد قابلة للتغيير بتغير ضرورات وأهمية وجوده في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة و الغرب و بعض دول الإقليم التي كانت تربط مصالحها بوجود هذا الكيان  
الحرب الشرسة على منظمة التحرير الفلسطينية و مشروعها الوطني الذي أسس لإعادة الهوية الوطنية الفلسطينية و وضعها مجدداً في مقدمة الاهتمام الشعبي و الرسمي حول العالم جاءت ضمن هذه السياقات التي إرتبطت على الدوام برغبة و طموح الكيان الصهيوني و من هم ليسوا اقل شاناً منه بالقضاء على التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتل و خارجه في التجمعات و المنافي 
 المنطق الوحيد الذي من الممكن أن يقبله التاريخ في هذا السياق هو الحل التصالحي المبني بعيداً عن فكرة و منطق ارض الأجداد التي لم تجد حتى في توراتهم سندا يتيح لهم البقاء في فلسطين الذي قد يقبله الفلسطينيون الأن في هذا الظرف التاريخي القائم ضمن إختلال موازين القوى الي شكلت عاملاً يضمن لهم الحصول على حل سياسي متفق عليه 
موسى الصفدي    عضو إتحاد الصحفيين الفلسطينيين

البوابة 24