ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا أيها الرجل هذا بيت الشعر اردده وأشعر به بغصة الفراق فالشاعر شعر بغصة وقهر لأن الركب اخذ معه حبيبته ورحل وهو يتساءل هل اطيق وداعا برحيلها . هنا انا اشعر بغصة كبيرة لان الركب في وطني وامتي العربية والإسلامية رحل وأخذ معه ما تبقى من نخوتنا وكراماتنا وشرفنا وغيرتنا وعزوتنا وغادر الى ما وراء الكوكب بتنا نتصارع ونتعارك فيما بيننا كقطيع همه فقط كيفية الحصول على لقمة طعام حتى لو تمكن من كسر فاه أخيه ليتلقف لقمته ويضعها في جوفه. بتنا نرى أطفالنا يبكون ويتضورون جوعا ونحن في نفس اللحظة نتناول طعامنا المتنوعة الذي تزدحم به سفرتنا لنريح ضميرها نتمتم بدعاء الله يفرجها عليهم . بتنا نرى أطفالنا يصرخون ويرتجفون من البرد وتعصف بهم الرياح وهم يشدون على شفاهم الزرقاء ويشدون باياديهم الحمراء على بعضها لحظتها نرفع الغطاء الدافيء على أجسادنا ليدفئنا ونتمتم بدعاء الله يعينهم ويفرج عنهم. بتنا نرى بناتنا يعتدى عليها من قبل الأعداء وتتاشبك معهم باياديها الغضة لتدافع عن نفسها وتصرخ وتستغيث لعل معتصم يصحى من موته ويسمعها وينجدها لكن معتصم مات يا اختاه ولن يستقيظ ويعود ومن بقي بعده ليس رجال المعتصم بل هم ذكورا وجدوا لزيادة التكاثر في عالمنا فهذه هي وظيفتهم البيولوجية الوحيدة. نحن لحظتها نتمتم لها بالدعاء أن يقف الله معها ويكون سندا لها وندعي على المعتدي يكسر يداه ونقول الله ينتقم منه . بتنا ناكل كثيرا ونذهب بعدها للمرحاض كثيرا لنتخلص من قاذورتنا ونعود مرة أخرى لنأكل كثيرا فهذا هو خطنا المرسوم لنا واذا تعبنا نخلد للنوم واذا مللنا من مشاهدة ما يحزننا ويعرينا نغمض عيوننا وندير وجوهنا ونردد يا ربي خلص ما عدنا نحتمل هذه المشاهد لنتنفس الصعداء ونعود الى حياتنا الصاخبة لنغني ونقهقه ونقول لانفسنا شو نعمل حياة وبدها تمشي . فعلا حياتنا بدها تمشي ناكل نخرج ما ناكل ننام ونمارس كل الشهوات ونستمر بهذه الحظيرة ندور بها الى أن يأتي علينا الدور لنعيش هذه القسوة نتألم نتوجع نبكي نصرخ نستغيث . لحظتها لن نعتب على غيرنا ان يغيثونا ويضمدوا جراحنا لأننا لم نمد أيدينا ولم نضمد جراح من سبقونا فعد يا هريره واعد إلينا ما أخذته في ركبك ليوقضنا ويحينا.
