بقلم منى الفارس
كنت أؤمن ان الأخ هو السند وبن العم هو السند وبن العائلة هو السند وبن القريه هو السند وبن المدينة هو السند وبن الوطن هو السند وبن اللغة هو السند وبن الدين هو السند. لكن ما يجري من احداث مؤلمة نسفت كل ما نؤمن به ونعول عليه . كنت اقول ان تعدد الاحزاب هو ضروري لعدم تفرد حزب في اتخاذ القرار، وان الوطن بحاجه للاحزاب لتقويتنا في مقاومة ومجابهة العدو وان تعدد الاحزاب تعمل على عدم تفرد حزب في الحكم والذي ربما تخطيء وتظلم البعض بتجبره ، كنت اشبه هذه الاحزاب بالبهارات التي تضاف للطعام فهي لا تفسده بل تحسن مذاقه . لكن هذه الاحزاب أوصلتنا لمرحلة التوهان والصراعات فرقتنا ونشرت الغضينة بين قلوبنا، فلم يعد الأخ سندا لاخيه ويشدد به عضده. باتت عائلاتنا تضم ابنائنا ينتمون لهذه الاحزاب المتعاركة يتجادلون فيما بينهم وتتعالى صرخاتهم على بعض ويرفعون ايديايهم على بعض الى ان وصلت الأمور فيما بينهم لرفع السلاح بوجوه بعضهم البعض. جاء الوقت الذي فيه تناسوا رابط الدم و رابط الأخوة ورابط اللغة ورابط الدين ورابط الوطن كلا منكم تطلمس على عقله بات هدفه وغايته هو الانجرار وراء حزبه ليسنده ويقويه مع انه من الأولى له نصرة أخيه وبن وطنه. ان ابن وطنك هو الذي تقوى به على الأعداء، كل هذه الهالات التي تدور حولك ستتلاشى وتتطاير والأغلى منها والاهم هو أخاك ووطنك ودينك. أعلم انني اتكلم بلغة لا يطرب لسماعها البعض فيقهقه عليها او يغلق اذناه لعدم سماعها ولكن غدا ستدور عليكم الدوائر وياتي يوما عليكم تتذكرونها عندما نصبحون كالقطيع الداشرة يسهل على اضعف الكلاب واقذرها أن تنهش أجسادكم، حينها لن تجدوا أخوتكم وابنائكم العزوة والسند لأنكم فرطتم بهم واضعتوهم. افيقوا يا ابنائنا أستيقظوا من غيبوبتكم لا شيء سيصبح له قيمة فمن يرخص لحمه سيصبح ملاذا للحشرات تعتلي فوق رأسه واكتافه هذا اذا بقي له رأس وهامة يرفعها. اقول قولي والله شاهدا على ما به من الغيرة والحسرة عليكم اذكركم يوما لا ينفع فيه الذكر.