أفاد رئيس طائفة اليهود في سوريا، باخور شمنتوب، بأن اليهود المغتربين تواصلوا معه وأكدوا نيتهم في إعادة بناء كنيس "إلياهو هانابي" في حي جوبر الدمشقي، الذي تضرر خلال النزاع الذي استمر 13 عامًا.
وأشار "شمنتوب"، الذي يبلغ من العمر 74 عامًا، خلال زيارته الأولى للكنيس مع عدد من اليهود اليونانيين منذ 15 عامًا، إلى أنه قبل النزاع لم يكن هناك أي ضرر على الكنيس، حيث كانوا يزورونه بشكل طبيعي، مضيفًا: "الآن أشعر بالاضطراب، لقد فوجئت برؤيته بهذا الشكل، نأمل (اليهود المغتربون) أن يعود كما كان، لكنه يحتاج إلى وقت".
أقدم المعابد اليهودية
والجدير بالإشارة أن كنيس "إلياهو هانابي" في حي جوبر من أقدم المعابد اليهودية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى 720 سنة قبل الميلاد، وقد تعرض الكنيس لأضرار كبيرة، بما في ذلك انهيار جدرانه وسقوفه وفقدان بعض مقتنياته الأثرية.
ولفت "شمنتوب"، إلى أن الطائفة اليهودية في سوريا كانت تتمتع بحرية ممارسة شعائرها الدينية خلال حكم عائلة الأسد، ومع ذلك، كان أفراد المجتمع اليهودي ممنوعين من السفر إلى الخارج أو الاتصال بالإسرائيليين حتى أوائل تلك الفترة، وعندما تم رفع القيود على السفر بعد بدء محادثات السلام العربية الإسرائيلية، غادر العديد منهم البلاد.
وأكد رئيس "طائفة اليهود"، أن هذا الكنيس يعني الكثير لهم، حيث كانوا يزورونه للصلاة أيام السبت قبل النزاع، متذكرًا التوراة المكتوبة على جلد الغزال، والثريات، واللوحات، والسجاد التي اختفت على الأرجح بعد أن سرقها اللصوص.
وأوضح "رئيس الطائفة"، أن الطائفة اليهودية في سوريا، التي تعود جذورها إلى أكثر من 3000 عام، شهدت تراجعًا كبيرًا في أعدادها، قبل تأسيس جيش إسرائيل في عام 1948، كانت سوريا تضم واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في العالم، ومع ذلك، لم يتبقَ اليوم سوى 9 يهود يعيشون في البلاد، مما يجعلهم يمثلون أقلية صغيرة للغاية.
رفض مغادرة سوريا
كما تحدث "رئيس الطائفة"، عن رفضه مغادرة سوريا خلال الحرب، رغم مغادرة جميع أشقائه الـ12، قائلًا: "أنا سعيد صحيح أنني يهودي، لكن الجميع يحبونني، وأينما أذهب يقولون لي (شالوم، شالوم) ليس لدي أي مشكلة مع أحد".
من جهته، قال أحد سكان جوبر المسلمين، يدعى بركات حزرومي، والذي ولد وترعرع بالقرب من الكنيس: "كان في حالة جيدة كان هناك نسخة من التوراة هنا كما أذكر، وأشار بيده إلى أنه في هذه المنطقة كانت هناك مدرسة تدعى المجيدل".