أثيرت حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سيدة إيرانية في مطار "مهر آباد" بطهران دون ارتداء الحجاب الإجباري، وهي تتشاجر مع رجل دين قام بمضايقتها.
اعتقال السيدة
ووثق مقطع الفيديو لحظة نزعها عمامته من على رأسه ووضعها على رأسها، وسط أجواء مشحونة، ووفقًا لوسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري، اعتقلت السيدة لبضع ساعات عقب الحادثة.
ولم يتم معرفة الأسباب الدقيقة التي أدت إلى الشجار، إلا أن الفيديو أظهر المرأة وهي غاضبة تسحب العمامة من رجل الدين، وتضعها على رأسها قائلة: "عندك غيرة؟ أنت شيعي لعلي؟"، ثم تبدأ في البحث عن زوجها بالمطار وتنادي باسمه قائلة: "ماذا فعلتم بزوجي؟".
كما لم يتم تحديد موعد وقوع الحادثة بدقة، حيث ذكر بعض المستخدمين أنها حدثت يوم الأحد الموافق 5 يناير.
"لا علاقة لها بالحجاب"
ومن جانبه، كشف موقع "مشرق نيوز" المقرب من الحرس الثوري، اليوم الاثنين 6 يناير، بأن الحادثة "لا علاقة لها بالحجاب"، لافتًا إلى أن السيدة تعاني من "مشكلات نفسية"، كما أوضح "الموقع" أن المرأة أطلق سراحها لاحقًا بعد "صفح المشتكين".
فيديو لسيدة إيرانية طلب منها رجل دين ارتداء الحجاب فانتزعت عمامته ووضعتها غطاء لرأسها في مطار مهر أباد بطهران#إيران #طهران #العربية pic.twitter.com/AJfsHuTnnw
— العربية (@AlArabiya) January 6, 2025
والجدير بالإشارة أن النظام الإيراني يشتهر بتوصيف المعارضين بأنهم يعانون من اضطرابات نفسية، ففي نوفمبر الماضي، خلال الاحتجاجات على الحجاب الإجباري، أصبحت طالبة جامعية رمزًا للمقاومة بعد خلع ملابسها، إلا أن النظام وصفها بأنها "مريضة" أو "مجنونة".
وقد انتقدت أربع جمعيات نفسية وإرشادية في إيران العام الماضي استغلال "المرض النفسي" كوسيلة لقمع الأصوات المعارضة للحجاب الإجباري.
وأردف موقع "مشرق نيوز" أن رجل الدين "لم يوجه أي تنبيه بخصوص الحجاب، وأن الهجوم عليه كان من دون سبب".
ولقي الفيديو تفاعلًا واسعًا ودعمًا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه "أداء احتجاجي مثير".
احتجاج غير تقليدي
وقد أثار الفيديو تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره البعض "أداءً احتجاجيًا مبتكرًا"، لاسيما بتحويل العمامة إلى شال، وهو ما وصفه المستخدمون بـ"خطوة احتجاجية غير تقليدية".
والجدير بالذكر أنه خلال السنوات الأخيرة، تزايدت حالات العصيان المدني ضد الحجاب الإجباري، خاصة بعد حادثة مقتل مهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق"، وواجهت النساء مزيدًا من العنف في الأماكن العامة، بما في ذلك المطارات.