أثيرت حالة كبيرة من الجدل بين رواد منصات التواصل الاجتماعي الأتراك خلال الساعات الماضية عقب تداول خبر اعتقال صاحب مصنع، حيث عبّر كثيرون عن فرحتهم بعد انكشاف خدعته، التي جنى بسببها أرباح طائلة.
"يستوردها من مكة"
وعن تفاصيل الواقعة، بدأت عندما ألقت الشرطة التركية في مدينة أضنة، القبض على صاحب مصنع المياه، بعض فضح أمره، لتكشف التحقيقات أنه كان يبيع مياه الصنبور على أنها مياه زمزم مستوردة من مكة المكرمة.
Adana'da bir şahıs, Mekke'den getirdiği zemzem suyunu musluk suyu ile çoğaltıp satarak 5 ayda 90 milyon TL para kazandı. pic.twitter.com/cdNM5ynUFQ
— Pusholder (@pusholder) January 11, 2025
وكشفت التحقيقات أن المتهم حقق أرباحًا يومية تصل إلى 600,000 ليرة تركية (حوالي 64 ألف ريال سعودي) عبر بيع هذه المياه "المغشوشة"، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
انتاج 20 طن يوميًا
وتوصلت التحقيقات"، إلى أن الإنتاج اليومي للمصنع بلغ 20 طنًا من مياه زمزم المزيفة، ما أدى إلى تحقيق أرباح يومية، وخلال استجواب "صاحب المصنع"، الذي تم تحديده باسم "بلال"، بأنه أدار هذا المخطط على مدى خمسة أشهر، محققًا خلال تلك الفترة أرباحًا إجمالية تقارب 2.5 مليون دولار، وفقًا لتقارير محلية تركية.
وأكد "صاحب المصنع"، أن معظم مياه زمزم التي تم بيعها في تركيا، بما في ذلك إسطنبول، تم توريدها من مستودعاته في مدينة أضنة جنوب البلاد.
والجدير بالإشارة أن عثرت السلطات التركية للمنشأة، خلال مداهمة المصنع على 15 طنًا (15000 لتر) من مياه الصنبور العادية معبأة في حاويات تحمل ملصقات مزيفة تدّعي أنها ماء زمزم أصلي مستورد من المملكة العربية السعودية.
كما أظهرت الصور التي نشرت في وسائل الإعلام المحلية كميات هائلة من الزجاجات الصغيرة المعدة للاستخدام الشخصي، علاوة على حاويات كبيرة مخصصة للاستخدام المنزلي، جميعها تحمل ملصقات تحتوي على نصوص باللغة العربية وإشارات مزيفة إلى المملكة العربية السعودية، مما يعزز خداع المستهلكين.
ماء مخلوط
وأفاد "المتهم"، بأنه قام بمزج كمية قليلة من ماء زمزم الأصلي، الذي حصل عليه من مركبات قادمة من المملكة العربية السعودية، مع مياه الصنبور في منشأته، مؤكداً أنه لم يتلق أي شكاوى من العملاء قبل المداهمة.
ورغم كل ذلك، لا يبدو على صاحب المصنع أي شعور بالذنب، حيث صرّح قائلاً: "كنت أبيع جميع زجاجات المياه، مما يعني أن زبائني كانوا راضين للغاية".
وشدد "صاحب المصنع"، على أنه لم يتلق أي شكوى من العملاء الذين اشتروا المياه "المغشوشة".
وقد قامت السلطات بمصادرة المياه المزيفة لإتلافها، وأغلقت المنشأة المتورطة، كما بدأت تحقيقات موسعة مع جميع الأطراف المعنية في هذه العملية.