تتزايد التساؤلات بشأن الخطوات العسكرية التي ستتخذها حكومة الاحتلال في قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة لضمان عدم عودة حركة حماس وجناحها المسلح "كتائب القسام" للنشاط العسكري والسياسي، وذلك بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، على أن يبدأ تنفيذه يوم الأحد المقبل، مع انسحاب عسكري إسرائيلي يتم على مراحل.
أهداف جديدة
وهذا الإطار، يرى الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن، أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على تحقيق أهداف جديدة في المرحلة القادمة، من أبرزها إنشاء منطقة عازلة داخل حدود قطاع غزة، تمتد على طول الحدود الشرقية وبعمق كبير شمالاً، بهدف منع تحركات حماس عسكريًا أو تكرار هجمات مشابهة لهجوم أكتوبر.
ولفت "عبد الرحمن"، إلى أن إسرائيل ستركز على منع الحركة من استعادة قدراتها العسكرية أو تطوير أسلحتها، ما يبقي جناحها المسلح في حالة ضعف نتيجة الحرب التي دامت نحو 15 شهرًا.
وأردف "عبد الرحمن"، أن الحرب قد تتجدد في أي لحظة إذا لم تلتزم حماس بالشروط الأمنية والعسكرية المفروضة خلال مرحلة من مراحل التهدئة والتزامها بالمحاذير الأمنية والعسكرية التي تضعها إسرائيل والولايات المتحدة.
ثلاث مهمات
من جانبه، كشف الخبير العسكري واصف عريقات، أن إسرائيل ستباشر تعزيز وجودها في شمال القطاع وشرقه خلال فترة التهدئة، معتبرًا ذلك هدفًا استراتيجيًا، كما ستعمل على استهداف القدرات العسكرية المتبقية لحماس، خاصة شبكة الأنفاق، عبر عمليات أمنية داخل المناطق العازلة.
وأردف "الخبير العسكري"، أن المهمة الثالثة لإسرائيل هي تفعيل آلية مشتركة مع مصر والولايات المتحدة لمنع تهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفيا، بهدف منع إعادة تأهيل القدرات العسكرية لحماس وفصائل المقاومة.
كما أوضح "الخبير العسكري"، أن التوتر العسكري والأمني في غزة قد يستمر لفترة طويلة، مع توقعات بأن تحقيق التهدئة الكاملة يتطلب نزع سلاح القطاع وتشكيل إدارة جديدة بعيدة عن سيطرة حماس، مع احتمال السماح بوجود قوات عربية ودولية داخل غزة.
وأشار "الخبير العسكري"، إلى إن وقف القتال بشكل كامل مرهون بتنازلات تقدمها حماس، بما في ذلك خروج قياداتها العسكرية من القطاع، وهو ما يجعل المرحلة القادمة غامضة وصعبة على الوسطاء الإقليميين والدوليين.