بعد تهديدات ترامب بوقف المعونة.. ما خيارات مصر للرد؟

علم مصر
علم مصر

قبل ساعات، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مصر والأردن بوقف المساعدات الأمريكية المقدمة لهما إذا رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة في حال تنفيذ مخطط التهجير.

ترامب يهدد بقطع المساعدات

وقد أجاب "ترامب"، على سؤال حول إمكانية امتناع واشنطن عن تقديم المساعدات المالية السنوية لمصر والأردن في حال رفضهما استقبال سكان قطاع غزة، خلال مقابلة مع الصحافيين في البيت الأبيض، قائلًا: "نعم، ربما يكون ذلك سهلاً، ولمَ لا؟ إذا لم يوافقا، يمكنني ببساطة وقف المساعدات".

"قلوب طيبة"

عبر "ترامب"، عن ثقته بأن الأردن ودولاً عربية أخرى لن ترفض استقبال الفلسطينيين، مضيفاً: "أعتقد حقاً أن الملك عبد الله الثاني سيقبل الفلسطينيين، وأعتقد أن دولاً أخرى ستقبلهم أيضاً. لديهم قلوب طيبة".

هل ستنجح ضغوط ترامب؟

والجدير بالإشارة أن تهديد ترامب أثار العديد من التساؤلات بشأن كيفية رد مصر على هذه التهديدات، ومدى إمكانية نجاحه في إجبار القاهرة على قبول توطين الفلسطينيين، رغم النفي الرسمي المتكرر لخطة ترامب.

موقف مصر ثابت رغم الضغوط

وفي هذا الإطار، كشف الخبير العسكري المصري، اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، إن تصريحات ترامب تأتي في إطار ضغوطه السياسية قبيل لقاءاته المرتقبة مع العاهل الأردني والرئيس المصري، بهدف تقويض موقفهما الرافض للتهجير.

وأردف "حسين"، أن الموقف المصري لا يزال صلباً، ويعكس ذلك الظهور القوي لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، مما يدل على أن مصر لا تخشى تهديدات ترامب ولا ترهبها مسألة قطع المساعدات الأمريكية.

ولفت "حسين"، إلى أن واشنطن لطالما استخدمت ورقة المساعدات كورقة ضغط، لكنها لم تفلح، بسبب ردود الفعل المصرية الحازمة، كما أن المؤسسة العسكرية الأميركية لديها مصالح استراتيجية مع مصر لا يمكن التفريط بها بسهولة.

اللعب بالورقة الاقتصادية

1.JPG
 

كما أوضح "الخبير العسكري"، أن ترامب قد يلجأ إلى الضغط على مصر عبر صندوق النقد الدولي، ومحاولة تقييد حصول القاهرة على القروض الدولية، علاوة على دفع المؤسسات المالية الموالية لواشنطن إلى إصدار تقارير تخفض التصنيف الائتماني لمصر، مما قد يؤثر على تدفق الاستثمارات الأجنبية.

ورغم هذه التحديات، شدد "الخبير العسكري"، على أن الشعب المصري يتمتع بصلابة قادرة على إحباط أي مخطط يستهدف سيادته واستقراره.

التصعيد العسكري كأداة ضغط

وأشار "الخبير المصري"، إلى أن ترامب يسعى إلى اختلاق مبررات تمنع تمديد الهدنة في غزة، بما يسمح لإسرائيل باستئناف عملياتها العسكرية، في محاولة لخلق ظروف تجبر الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، موضحًا أن الرئيس الأميركي يراهن على أن التصعيد العسكري قد يؤدي في النهاية إلى نجاح مخطط التهجير.

مصر تؤكد رفضها التهجير

وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، محادثات في واشنطن مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، شدد خلالها أن مصر تعمل على تنسيق جهودها مع الإدارة الأمريكية لتحقيق سلام عادل يراعي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.

1-1776193.jpg
 

وأكد "عبد العاطي"، على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة، مع التأكيد على بقاء الفلسطينيين في أراضيهم، لافتًا إلى أن رفض فكرة التهجير لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل يحظى بدعم عربي وإسلامي ودولي واسع.

حل سياسي شامل

ونوه "الوزير المصري"، إلى أهمية التوصل إلى حل سياسي نهائي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً للقانون الدولي، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك المسار الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

العربية