تتوالى التصريحات بشأن الوضع في قطاع غزة مما يجعل اتفاق وقف إطلاق النار على المحك، وسط مخاوف من انهياره في أي لحظة، وفي الوقت ذاته، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط لتنفيذ خطته المثيرة للجدل، التي تتضمن تهجير سكان القطاع، وهو ما قوبل برفض وتنديد واسع النطاق على المستويين العربي والدولي.
مقترح داود أوغلو غزة تحت الإدارة التركية
وفي ظل هذه التطورات، أثار رئيس "حزب المستقبل" المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، جدلاً واسعًا اليوم الأربعاء، بتصريحات غير مسبوقة لاقت اهتمامًا كبيرًا، لاسيما على منصات التواصل الاجتماعي.
خلال كلمة ألقاها في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "طريق جديد"، أدلى داود أوغلو بتصريحات وصفها البعض بالجريئة، حيث دعا إلى ربط قطاع غزة بالجمهورية التركية كمنطقة ذات حكم ذاتي، معتبرًا ذلك خطوة ضرورية حتى يتمكن الفلسطينيون لاحقًا من إقامة دولتهم المستقلة.
غزة في التاريخ العثماني
ووفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام التركية، نقلًا عن داود أوغلو تأكيده أن الجمهورية التركية تعتبر الامتداد الشرعي للدولة العثمانية، لافتًا إلى أن سكان غزة تربطهم بتركيا علاقة تاريخية وثيقة تجعلهم "رفاقًا ومواطنين طبيعيين" بحكم هذا الإرث المشترك.
وأكد داود أوغلو: "يجب على سكان غزة إجراء استفتاء شعبي عام للارتباط بالجمهورية التركية كمنطقة ذات حكم ذاتي، وذلك حتى يتم التمهيد لإنشاء دولة فلسطين".
اقرأ أيضًا:
- واقعة غير مألوفة على حدود غزة.. جندي إسرائيلي يصرخ "الله أكبر"!
- تحرك مصري قطري لانقاذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة
- رئيس وزراء الأردن يعلن موقف المملكة النهائي من خطة تهجير سكان غزة
انتقاد خطة ترامب بشأن غزة
وفي السياق ذاته، وجه داود أوغلو انتقادات حادة للرئيس الأميركي دونالد ترامب على خلفية تصريحاته حول إمكانية "شراء" أو "امتلاك" غزة، مشددًا على أن هدف ترامب ليس الأرض بحد ذاتها، التي تبلغ مساحتها 309 كيلومترات مربعة، وإنما السيطرة على "فتحة البحر" بين قبرص ومصر، حيث تتواجد حقول غاز طبيعي غنية.
وأردف "داود أوغلو"، أن هذه الحقول "حق مشروع للفلسطينيين"، محذرًا من أن المخطط الأميركي الإسرائيلي يسعى للاستيلاء عليها عبر فرض سيطرة جديدة على القطاع.
اقرأ أيضًا:
الإرث العثماني ودور تركيا في القضية الفلسطينية
كما شدد "داود أوغلو"، على أن الدولة العثمانية كانت آخر سلطة شرعية حكمت غزة قبل وقوعها تحت الانتداب البريطاني، منوهًا بأن الفلسطينيين ما زالوا يحملون هذا الإرث في ذاكرتهم الجماعية.
ولفت "أوغلو"، إلى أن تركيا، بصفتها الوريث الشرعي للدولة العثمانية، يقع على عاتقها دور محوري في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والمساهمة في استعادة سيادتهم.
والجدير بالإشارة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أكد خلال لقائه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الثلاثاء، أن غزة ستدار تحت سلطة الولايات المتحدة لضمان الأمن والاستقرار، مشددًا على ثقته الكبيرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن سكان القطاع.
ونفى ترامب أن يكون هدفه "شراء" غزة، لافتًا إلى أن خطته تهدف لتحقيق السلام هناك، فضلًا عن تعزيز التنمية الاقتصادية على نطاق واسع.
موقف مصري أردني رافض
وفي المقابل، أعلنت مصادر مصرية، عن رفض القاهرة أي مقترح يتعلق بتخصيص أراضي لسكان غزة خارج القطاع، مشددة على تمسكها بعدم تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في أي مكان آخر.
كما قامت وزارة الخارجية المصرية، بإصدار بيانًا أكدت فيه أن مصر ستقدم تصورًا متكاملًا لإعادة إعمار غزة، يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، ويحافظ على حقوقهم المشروعة بما يتماشى مع القوانين الدولية.
كما أكدت "مصر"، على رغبتها في التعاون مع الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، تأخذ في الاعتبار حقوق شعوب المنطقة.
وبدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في منشور على منصة "إكس"، أنه أبلغ الرئيس الأميركي خلال لقائهما بتمسك الأردن بموقفه الرافض تمامًا لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.
وأردف "العاهل الأردني"، أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها، مع التركيز على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها القطاع.