تقدم في مفاوضات هدنة غزة وحماس تنتظر تنفيذ هذا الأمر

هدنة غزة
هدنة غزة

أفادت مصادر فلسطينية مطلعة على مسار المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل بحدوث تقدم ملموس نحو إنهاء الأزمة المتعلقة بالهدنة في قطاع غزة، ويأتي ذلك في ظل مخاوف متزايدة من انهيار الاتفاق، خاصة بعد إعلان "حماس" تأجيل تسليم الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين، التي كان من المقرر الإفراج عنها يوم السبت، متهمة تل أبيب بعدم الوفاء بالتزاماتها بشأن إدخال المساعدات الإنسانية، وفي المقابل، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإنهاء الاتفاق والعودة إلى "القتال المكثف".

وبحسب مصادر مطلعة، فقد كثف الوسطاء جهودهم الدبلوماسية خلال الأيام الماضية، مما أسفر عن تعهد إسرائيلي مبدئي بالالتزام بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني اعتبارًا من صباح الخميس، ومن المقرر أن يشمل هذا التنفيذ إدخال الكرفانات، والخيام، والوقود، والمعدات الثقيلة، والأدوية، ومواد إعادة إعمار المستشفيات، وجميع الاحتياجات الإنسانية التي نص عليها الاتفاق.

اقرأ أيضًا:

موقف "حماس" 

أكد مصدر آخر مقرب من "حماس" أن الحركة أبلغت المسؤولين المصريين باستعدادها للالتزام بالاتفاق وإتمام الدفعة السادسة من تبادل الأسرى في موعدها المحدد، بشرط تنفيذ الاحتلال التزاماته، وأضاف المصدر أن الحركة تنتظر خطوات فعلية على الأرض قبل المضي قدمًا في تنفيذ العملية.

في السياق ذاته، عقد وفد من "حماس" برئاسة رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، لقاءً مطولًا في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء حسن رشاد، واستمر الاجتماع عدة ساعات، ووصف بأنه إيجابي. 

وأكد رشاد حرص بلاده على إنجاح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مراحله، وصولًا إلى وقف دائم للحرب وإعادة إعمار غزة، ومن المقرر أن يواصل وفد "حماس" اجتماعاته في القاهرة يوم الخميس لتثبيت الاتفاق وضمان انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية.

تهديدات نتنياهو وترامب

أعلنت "حماس"، يوم الاثنين، تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين إلى أجل غير مسمى، مبررة ذلك بعدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق الهدنة، وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، وتوفير 200 ألف خيمة، و60 ألف كرفان، إضافة إلى السماح بسفر 300 فلسطيني يوميًا، نصفهم من المرضى والجرحى.

إلا أن الحركة تؤكد أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الشروط، وهو ما أقر به ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لصحيفة "نيويورك تايمز"، وكذلك مصدران من الدول الوسيطة، مؤكدين صحة اتهامات "حماس" لتل أبيب.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من الهدنة مفاوضات غير مباشرة حول المرحلة الثانية، التي تتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، واستكمال عملية تبادل الأسرى، والتي تشمل الإفراج عن عدد من كبار الضباط الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس".

في المقابل، صعد نتنياهو من تهديداته، حيث تعهد، خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر استمر أربع ساعات، بإنهاء الهدنة إذا لم تفرج "حماس" عن المحتجزين بحلول ظهر السبت، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سوف يستأنف القتال المكثف حتى تحقيق "الهزيمة الكاملة" للحركة.

كما انضم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى دائرة التهديدات، ملوحًا بإمكانية إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار والسماح بـ"فتح أبواب الجحيم" في حال لم تقم "حماس" بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بحلول الموعد المحدد. 

وأضاف ترامب أنه قد يتواصل مع نتنياهو بشأن هذه القضية، معبرًا عن "خيبة أمله" من المجموعة الأخيرة من الرهائن الذين أفرجت عنهم "حماس".

الشرق للأخبار