محمد الضيف طرح سؤالين قبل بدء هجوم 7 أكتوبر

الشهيد محمد الضيف قائد اركان كتائب القسام
الشهيد محمد الضيف قائد اركان كتائب القسام

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ الأسبوع المقبل بنشر تحقيقاته حول أحداث السابع من أكتوبر، والتي تكشف تفاصيل جديدة حول العملية.

وبحسب وثائق وردت في التحقيقات، فإن القائد العام السابق لكتائب القسام، الشهيد محمد الضيف، كان يدرس إمكانية إلغاء الهجوم عند الساعة الخامسة صباحًا، خشية أن يكون غياب الجاهزية الإسرائيلية جزءًا من خطة تضليل. ووضع الضيف شرطين للإلغاء: ظهور مسيّرات إسرائيلية فوق قطاع غزة، أو رصد تحرك دبابات فرقة غزة وهي ممتلئة بالجنود. وأشارت الوثائق إلى أنه استفسر مرارًا من وحدة الرصد حول هذه المؤشرات، لكن الإجابة كانت دائمًا: "لا شيء"، ما دفعه للمضي قدمًا بعد التأكد من جميع التفاصيل العسكرية والأمنية.

وكشفت الصحيفة، استنادًا إلى وثائق سرية ضُبطت خلال الاجتياح البري، إلى جانب شهادات ضباط إسرائيليين، أن حماس كانت على دراية بمعلومات دقيقة حول منظومة دفاع حساسة للمدرعات الإسرائيلية. كما أوضح التحقيق أن وحدة استخباراتية تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، والمسؤولة عن جمع المعلومات حول حماس، فشلت في تقديم تحذيرات مسبقة بشأن الهجوم.

ووفقًا للوثائق، فقد خططت حماس لتنفيذ العملية في أكتوبر 2022 تزامنًا مع الأعياد اليهودية، لكنها أجّلتها إلى 2023 بهدف تحقيق تنسيق أكبر مع "محور المقاومة"، قبل أن يُحدد الموعد النهائي في 7 أكتوبر 2023.

وأفاد التحقيق بأن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أجرى تقييمًا أوليًا عند الساعة الثالثة صباحًا من يوم الهجوم، دون أن تشير التقديرات إلى أي احتمال لهجوم واسع، حيث تم استنتاج أن "الأوضاع هادئة". كما أظهرت الوثائق أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على علم منذ ديسمبر 2016 بأن حماس تخطط لهجوم يهدف إلى هزيمة فرقة غزة بالكامل، إلا أن التغييرات التكتيكية التي أجرتها الحركة على مدار السنوات لم تُربط بهذا المخطط داخل شعبة الاستخبارات.

وأكد التحقيق أن مصطلح "خدعة" نادرًا ما ورد في تقارير الجيش، رغم أن حماس نجحت في تنفيذ خطة خداع دقيقة ومنظمة. وصرّح ضابط إسرائيلي شارك في التحقيقات: "إنها فضيحة.. يجب الاعتراف بأن مجموعة في غزة خدعتنا تمامًا".

أما ضابط آخر، فعبّر عن إحباطه قائلًا: "عندما تطّلع على الوثائق التي سبقت الهجوم، تشعر وكأنك تشاهد فيلمًا تعرف نهايته، وتتساءل كيف يمكن أن تكون كل هذه القيادات العسكرية والاستخبارية قد فشلت في توقع ما حدث؟".

البوابة 24