نعمان توفيق العابد
#منذ البداية ونحن نؤكد انه لا مجال أمامنا كفلسطينين إلا الوحدة الوطنية الشاملة، خاصة منذ بداية هذا العدوان الشامل على شعبنا وقضيتنا…..
#وكنا نؤكد دوماً ضرورة ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية تضم كافة التنظيمات الفلسطينية بصفتها إطار وطني جامع للكل وممثل وحيد لشعبنا وتحظى بالاعتراف الدولي ، مع علمنا ان المنظمة بحاجة لتحديد هياكلها واطرها الداخلية لمرور سنوات طويلة دون تجديد وتطوير وتفعيل هذه الاطر…….
#خطورة الوضع الداخلي الفلسطيني ازدادت بعد عدم تطبيق وترسيخ الوحدة الوطنية من خلال التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها هنا وهناك، وكل طرف للأسف يحمل الآخر مسؤولية التنصل وعدم تطبيق ما تم التوافق عليه سواء في القاهره او الصين او غيرهما، حتى سئمت منا الدول والعواصم التي يتم توقيع هذه الاتفاقيات على ارضها…….!!
#منذ بدأ مفاوضات وقف اطلاق النار في قطاع غزه دعونا اكثر من مره بضرورة تشكيل وفد فلسطيني موحد من الكل الفلسطيني، في الحد الادنى بعد عجزنا في تطبيق الوحدة الوطنية الشاملة، وذلك لنكون موحدين في وجهة النظر ويكون موقفنا التفاوضي اقوى وان يكون الوفد مغطى من الناحية الشرعية والمقبولية امام العالم، وكذلك لتكون المفاوضات شاملة لكل الجغرافيا الفلسطينية، في الضفة وغزه، وليكون أساس التفاوض على جذور الصراع وهو الاحتلال إلاسرائيلي واعطاء حق تقرير المصير لشعبنا وتجسيد الاعتراف الاممي والقانوني في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية…..
#للاسف رغم ما مارسه الاحتلال من عدوان وابادة جماعية وتطهير عرقي….الخ ورغم سقوط عشرات الالاف من الشهداء والجرحى واعتقال عشرات الآلاف من شعبنا، وقيام تدمير ممنهج للقطاع والان انتقل للضفه الغربية، ورغم اتضاح المؤمرات التي تحاك لتهجير شعبنا وشطب قضيتنا، الا ان ذلك لم يحرك ايضا اصحاب القرار هنا وهناك للاستجابة لهذه الدماء الطاهرة الزكيه والإعلان عن قيام الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة…….!!!
#لذلك استغل العدو الاسرائيلي هذا الانقسام، كما استغله وعززه منذ ان بدأ، وتوحش في عدوانه العسكري والسياسي، وبات يتصرف دون ان يهمه اي اعتبار لا اخلاقي ولا سياسي ولا قانوني ولا شرعية دولية، مستغلا ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا بل واتهامات بعضنا لبعض وانشغالنا بتحميل المسؤولية لبعضنا وتناسينا الاحتلال وعدوانه ومحاولات شطبنا كشعب عن الوجود وعن الخارطة السياسية….!!
#ضمن هذا الصراع الداخلي اصبحنا نقدم وربما نتسابق لتقديم أوراق اعتمادنا لهذا الطرف او ذاك، ونحن مشتتين ومنقسمين، وبالتالي تم استغلال هذا التشتت والانقسام ، في اضعاف موقفنا التفاوضي، وحتى باتت الأطراف تتجرأ على الضغط علينا لتقديم تنازلات فبات للأسف التفاوض يتم على وقف العدوان عن قطاع غزة دون الضفه والقدس، وعن إدخال مساعدات إنسانية وعن وبتنا نطالب بالتفاوض على ادارة محدودة لقطاع غزه وحده،…..الخ فتم تجزئتنا في الجغرافيا الطبيعية والسياسية حتى وصلنا لما نحن عليه، وإنجازنا الوحيد هو إطلاق سراح المئات من الاسرى الأبطال والذين تم ابعاد الجزء الاهم منهم من اصحاب المؤبدات إلى المنفى خارج فلسطين….
#الان رجعنا لمربع الاتهامات المتبادلة والذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والتشتت واضعاف الموقف الفلسطيني ولن يؤدي الى اي فائده ترجى ولن يتسطيع اي طرف تحقيق هدفه بانهاء دور الطرف الاخر مهما بلغت شدة الاتهامات وقوة البيانات وحجج المتحدثين والناطقين والنشطاء من هنا وهناك، بل سيزيد من ضعف الأطراف جميعا ويعطي قوه وحجه للعدو لمواصلة عدوانه بحق شعبنا وقضيتنا….
#الاخطر ان كل ذلك ذلك يتم امام مرآى وسمع المؤسسات الوطنية من مجتمع مدني والمؤسسات القانونية والاجتماعية والنقابات المهنية وباقي الاطر الشعبية والنقابيّة والجامعات دون ان تحرك ساكناً ودون ان يكون لها دور في إبداء رأي او تحريك المجتمع للضغط على كل الأطراف المعطلة للوحدة الوطنية الشاملة، وكأن الأمر لا يعني كل هذه الاطر والتي هي ايضا دخلت في تبعات ومآلات هذا الانقسام البغيض……
#واخيراً علينا ان نقتنع انه بدون وحدة وطنية شاملة وقويه لن نستطيع احداث اي اختراق في مستقبلنا ومستقبل قضيتنا وشعبنا….علينا ان نقتنع انه لا يمكن لطرف فلسطيني ان يلغي طرف فلسطيني آخر ولا دوره ولا تمثيله الشعبي……. علينا ان نقتنع ان انقسامنا سيطيل عمر هذا الاحتلال ويزيده قوه وتحقيق لاهدافه ….. علينا ان نقتنع لا شرعية ولا مشروعية تتحقق من خلال تقديم أوراق اعتمادنا لهذا الطرف اوذاك إلا أمام شعبنا صاحب واصل كل الشرعيات ……..
محلل سياسي فلسطيني
باحث في العلاقات الدولية