رحلة روح
بقلم منى الشرافي
لم تكن رحلتي إلى تركيا مجرد رحلة علاج، بل كانت تجربة إنسانية مليئة بالمشاعر المختلطة، من الألم والأمل، ومن الغربة والاحتضان.
بعد الحرب الأخيرة على( غزة)كنتُ مجبرة على مغادرة وطني ومدينتي التي أعشقها( غزة) مع ابنتيَّ الصغيرتين، بلا يقين عن المصير، وبلا وطن قريب أو لَمَّة عائلة.
حربٌ كانت أشرس مما نتخيل، توسعت بشراسةٍ لم ترحم أحدًا، إنها حرب الإبادة.
غادرتُ غزة وقلبي مثقلٌ بالهموم، تاركةً أولادي وزوجي وأهلي وسط العاصفة، فالشفاء والبقاء كانا الأمل الوحيد الذي أتمسك به.
الغربة قاسية، لأنك تحاول النجاة وحدك، فمرض السرطان حربٌ بحد ذاته، ولكن حرب غزة كانت وجعًا لا يقل قسوةً؛ كنتُ بين نارين: ألم المرض وألم البعد.
لكن منذ وصولي إلى تركيا، وجدتُ نفسي بين شعب متعاطف وصادق مع معاناتنا نحن الفلسطينيين، وكنتُ على يقين أن الله لم يتركني وحدي وسط هذه المحنة.
وجدتُ الإنسانية في أنقى وأرقى صورها، حيث كان لي الشرف بالتعرف على شخصية تركية هامة، وهو السيد حسن دوغان، الذي أظهر لنا، نحن الفلسطينيين، دعمًا لا يُنسى.
لم يتعامل معنا كمسؤول يؤدي واجبه فحسب، بل كان إنسانًا يحمل همومنا كأنها همه الشخصي، وكأننا جزءٌ من أسرته. حرص على متابعة أوضاعنا وتسهيل أمورنا العلاجية أيضا بكل اهتمام وحب.
حضوره الإنساني ومساندته لنا رسالة واضحة أن فلسطين ليست وحدها، وأن هناك من يقف إلى جانبها بالأفعال الصادقة.
هذا التعامل الإنساني الحقيقي من السيد حسن دوغان سيبقى محفورًا في ذاكرتنا، ويجب أن يُدرَّس للأجيال القادمة.
السيد حسن دوغان هو السكرتير الخاص للرئيس رجب طيب أردوغان، ويُلقَّب بـ “السفير”، وتم تعيينه عام 2014. وهو متزوج وأبٌ لثلاثة أبناء، وحاصل على درجة الماجستير عام 2002 في قسم العلوم الإسلامية – قسم الشريعة، جامعة أنقرة، معهد العلوم الاجتماعية. كما حصل على درجة الدكتوراه في قسم العلوم الإسلامية الأساسية – قسم الشريعة الإسلامية، جامعة أنقرة، معهد العلوم الاجتماعية عام 2008.
وقبل بدأ مسيرته السياسية قد عمل في مجالات متعددة، مثل البث الإذاعي، وتنظيم المؤتمرات والمعارض، والتدريس، ومن أبرز أعماله رغم منصبه المهم في الدولة قام بكل هذه الاعمال والنجاحات
• الإسلام والسلام
• الإسلام والحرب
• الصلح والمعاهدة في الشريعة الإسلامية
• العملات المشفرة وتقنية البلوك تشين في ضوء الشريعة الإسلامية
بعد معرفتنا في السيد حسن دوغان ومن خلاله تعامله معنا نحن الفلسطينين في بلده يستحق ان يلقب ( بأمير الانسانية )
السيد حسن اني ارى فيك مدينتي غزة فقلبك واخلاقك كسماءها صافٍ وتعاملك ومساندتك لنا كنسيم بحرها
لا اعرف هل سأعود إلى غزة ومتى وكيف ! ولكن اعلم جيدا ان الانسانية لاتزال موجودة وهذا يكفي لأواصل رحلتي (رحلة روح ) 🇹🇷🇵🇸