بعد أن انقلبت إسرائيل، صباح اليوم، على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ 19 يناير الماضي، عبر شن غارات جوية مكثفة استهدفت قطاع غزة وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، صرح خبير عسكري مصري برأيه حول التطورات.
آخر مسمار في نعش نتنياهو
في هذا الإطار، أفاد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، بأن هذا التصعيد الإسرائيلي يعد "المسمار الأخير في نعش" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح "كبير"، أن الهجوم الذي شنته حكومة الحرب الإسرائيلية فجر الثلاثاء لم يكن مفاجئًا، خاصة بعدما لمحت تل أبيب مرارًا خلال الأسابيع الماضية إلى نيتها استئناف العمليات العسكرية، لاسيما مع تسلم آيال زامير قيادة هيئة الأركان الجديدة لجيش الاحتلال.
كارثة كبرى في غزة
كما أردف "كبير"، أن ما حدث يمثل "كارثة كبرى" حلت بالمنطقة في توقيت بالغ التعقيد، حيث تشهد الساحة الإقليمية تصعيدًا خطيرًا، بدءًا من الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، مرورًا بالاشتباكات الثقيلة التي تشهدها الحدود السورية اللبنانية.
وفي السياق ذاته، بين "كبير"، أن الأوضاع الداخلية الضاغطة على نتنياهو، سواء من جانب الخلافات مع رئيس الشاباك الرافض للاستقالة، أو من المعارضة والقوى القانونية داخل الحكومة التي تربط استمراره بالإفراج عن الأسرى، دفعته للعودة إلى خيار التصعيد، زاعمًا تصلب موقف حركة حماس خلال مفاوضات التهدئة الأخيرة.
هدف إسرائيل من استئناف الحرب على غزة
وأشار "كبير"، إلى أن نتنياهو يسعى عبر هذا الهجوم إلى تنفيذ خطة إعادة تحريك سكان غزة من الشمال إلى الوسط، ومن ثم إلى الجنوب، كما جرى منذ 8 أكتوبر 2023 وحتى بدء الهدنة الأخيرة في 20 يناير 2025.
وإلى ذلك، شدد "كبير"، على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة برمتها، وعلى إسرائيل نفسها، قبل أي طرف آخر، وعلى وجه الخصوص على الأسرى الإسرائيليين، معتبراً أن نتنياهو أظهر اليوم بوضوح أنه لا يتوانى عن التضحية بهم.
"ستستمر ما لزم الأمر"
في سياق متصل، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن جيش الاحتلال عاد إلى القتال في غزة، مداعيًا أن السبب وراء ذلك يعود إلى رفض حركة حماس الإفراج عن الرهائن، وتهديداتها باستهداف الجنود الإسرائيليين.
كذلك، ذكر مسؤول إسرائيلي - اشترط عدم الكشف عن هويته - بأن الحملة العسكرية الواسعة ستستمر ما دعت الحاجة إلى ذلك، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات استباقية استهدفت قادة ميدانيين من الرتب المتوسطة، بالإضافة إلى قياديين ومسؤولين في البنية التحتية التابعة لحماس.
رد حماس
في المقابل، حملت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، المسؤولية عن تداعيات الهجمات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المنكوب.
وشددت "حماس"، في بيان رسمي، أن إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار، مما أدى إلى تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لمصير مجهول.
والجدير بالذكر أن هذا التصعيد العنيف جاء بعد تعثر المحادثات الأخيرة التي جرت بين حركة حماس وإسرائيل عبر وساطة مصرية وقطرية وأميركية، والتي انعقدت في الدوحة والقاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، دون أن تسفر عن اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار أو الانتقال إلى مرحلته التالية.