تستمر المساعي الدبلوماسية من قبل الوسطاء الدوليين لاستئناف الهدنة في قطاع غزة، وسط تباينات في الموقف الإسرائيلي، وفي أحدث تطور، كشفت مصادر عن مقترح مصري حظي بموافقة حركة "حماس"، بهدف إنهاء الحرب مع اقتراب عيد الفطر المبارك.
المقترح المصري.. فرصة أخيرة قبل التصعيد
ولكن لم تكشف مصر بعد عن تفاصيل المبادرة، إلا أن محللين وصفوها بأنها قد تكون الفرصة الأخيرة لتحقيق تهدئة مؤقتة خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الإطار يرى "الخبراء"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب على غزة، مستغلاً الحرب للتغطية على أزماته الداخلية، في حين أن الضغط الأميركي قد يكون العامل الحاسم في إجباره على القبول بالهدنة، وإلا فإن البديل سيكون توسعًا أكبر في العمليات العسكرية.
عودة الحرب بعد هدنة مؤقتة
والجدير بالإشارة أن إسرائيل قررت استئناف الحرب على غزة، في 18 مارس، وذلك بعد ستة أسابيع من الهدنة، والتي سمحت خلال مرحلتها الأولى بالإفراج عن 33 رهينة ونحو 1800 أسير فلسطيني، ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد أسفر التصعيد العسكري الإسرائيلي عن مقتل 730 فلسطينيًا وإصابة 1367 آخرين، إلى جانب نزوح 124 ألف شخص وفق تقديرات وكالة "أونروا".
اغتيالات وتصعيد عسكري مستمر
وكشف الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، عن استهداف القياديين في "حماس"، صلاح البردويل وإسماعيل برهوم، ضمن سلسلة غارات جوية على جنوب غزة، مما رفع عدد قتلى المكتب السياسي للحركة إلى 11 من أصل 20 عضوًا، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ".
تفاصيل المبادرة المصرية
ويتم حالياً مناقشات حول مقترحات جديدة تقودها مصر لوقف الحرب، وكشف مسؤول مصري لوكالة "أسوشييتد برس" عن مقترح ينص على إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف القتال لمدة أسبوع، إضافة إلى الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
كما أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر أمنية أن مصر قدمت مقترحًا آخر يتضمن جدولًا زمنيًا للإفراج عن جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي بضمانات أميركية، ويتضمن الاتفاق إطلاق "حماس" لخمسة رهائن كل أسبوع، شريطة التزام إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
ردود فعل متباينة تجاه المبادرة
ومن جانبها، رحبت"حماس" بالمقترح المصري وأبدت استعدادها للتعامل معه بشكل إيجابي. في المقابل، لا يزال الموقف الإسرائيلي غير واضح، حيث نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر إسرائيلي تأكيده وجود تقدم في المفاوضات، رغم استمرار العقبات، بينما نفى مسؤول آخر في تصريحات لـ"تايمز أوف إسرائيل" علمه بأي مقترح جديد.
العقبات أمام تنفيذ المبادرة
تنتظر إسرائيل رد "حماس" على مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي ينص على تمديد الهدنة حتى 20 أبريل/نيسان. لكن إسرائيل تهدد بمواصلة التصعيد العسكري في حال لم توافق "حماس" على شروطها، وفق ما صرح به مسؤولون إسرائيليون.
توقعات بإمكانية الوصول إلى تهدئة مؤقتة
ومن جهته، أشار الدكتور أحمد فؤاد أنور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية من أي اتفاق، وقد يحاول تصويره على أنه انتصار على "حماس" للخروج من أزماته الداخلية.
كما يعتقد المحلل الفلسطيني أيمن الرقب، أن "حماس" قد توافق على المبادرة المصرية بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، لكنه يشكك في موافقة إسرائيل دون ضغوط أميركية قوية، مما يجعل فرص نجاح المبادرة قبل عيد الفطر مرهونة بالتطورات الميدانية والضغط الدولي.