نموت بصمت

بقلم/ إحسان بدرة  صحفي وناشط سياسي

معروف أن الذئب عدواني بطبعه ولكن لا يحتاج لمسوغات ورائع لمي يعتدي على غيره .. فهذا هو حالنا نعرف أن الاحتلال هو عدواني بطبعه ولكن للأسف فينا من مهد له الاعتداء علينا وأعطاه الذريعة التي سوقها بجدارة للعالم بعد هجوم ما يسمى السابع من أكتوبر عام 2023 .... ومن ذلك اللحظة ونحن نقتل بالسلاح الأمريكي .. ونباد بالإجرام الصهيوني .. نموت بالصمت الإسلامي والخذلان العربي والخيانة الإقليمية ... ونفقد هويتنا بالانقسام الفلسطيني .. وتطوى وتمسح قضيتنا بالغباء السياسي .. ويدفن ما تبقى من وجودنا بالانتظار والأحلام كل هذا على أمل حدوث معجزة الخلاص باستشهاض العالم الحر صحوة الضمير الإنساني ومحور القوى والتي لا ترى إلا مزيدا من الخراب ....... وفضيتنا وسط هذا التناقض والتشابك والضبابية السياسية والتآمر الدولي بقيادة البيت الأبيض الأمريكي صعبة ولا تحل بالفتاوي التي تصدر من مشاريع وعلماء يعيشوا في الكتب وبعدين عن الواقع لا يرون الواقع ولا بالنشطاء المتفهيقين الجهلة ولا بالإعلامين المأجورين ولا بالمسيرات الحاشدة ...... فالحكاية يلزمها شئ من العقلانية والحكمة لا تحتاج لجنون العظمة وسادية الفصيل الواحد باتخاذ القرارات المصيرية كإعلان الحرب وإعطاء العدو ذريعة ابادتنا ... والقصة يتوجب قراءة الواقع والمعطيات الميدانية حفاظا على ما تبقي من البلاد والعباد واستبقاء شئ أفضل من لا شئ وقالوا قديما إن أردت طريقا فتدبر عاقبته .... إن كام خيرا فامض وإن كان شرا فانته وإيقاف الخسارة جزء من الربح وهذا يعني إن كانت المقاومة في هذا الوقت وفي هذه المساحة تضر فلا داعي لها وعلينا اختيار أسلوب أخر لمقاومة المحتل في الوقت الحالي وهنا لا نقول ترك المقاومة لا على العكس فالمقاومة حق شرعي للشعب المحتل لاستعادة حريته وتحرير وطنه وكان بتغير الأساليب بتكتيك واستراتيحية تلائم الواقع وبما يحقق الأهداف والحفاظ على المكتسابات والإنجازات التي تحققت وإن كان جاءت من أي فصيل .... ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» وكل ما غلب ضرره وفساده على منفعته فهو حرام ولا يجوز للقاعدة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ولأن (الفساد علة التحريم) ولا يجوز للمسلم أن يقدم على أمر له فيه منفعة ولو كانت طلب الشهادة إذا كان سيعود بالضرر على غيره من المسلمين، وقد قال النبي (ص): «المؤمنون كرجل واحد» وفي رواية في الصحيح أيضا: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد» الحديث متفق عليه، فلا بد للمسلم من مراعاة أحوال بقية المسلمين، وإلا فليس هو من هذا الجسد الواحد أي ليس منهم. فليس من المسلمين من لا يبالي بما يجري على الإسلام وأهله ولا يهتم بهم. " لنا في الدول العربية نماذج فالجماعات الإسلامية تركت الحكم في مصر وتونس والجزائر وغيرها ولم يمت الإسلام ولم تنته القصة ... فالوطن يا أصحاب المعالي ويا أصحاب الشعارات الكاذبة أكبر من الحزب وأكبر من الأشخاص والقيادات والتي للأسف يراد أن يخلدوها ويأهوها .. فالعدو المتربص بنا يلعب على وتر خلافنا وعدم وحدتنا . فاليوم نحن نموت بصمت ونفقد أبناءنا ولحمنا ووعوينا الوطني ونخسر أرضنا ومستقبلنا في هذه الابادة الجماعية والمقابل ماذا ؟؟؟؟ شيء من الأسرى أو استبقاء الحكم أو دراهم معدودة من الجباية والضريبة وشعارات كبرى من نصرة الفكرة والمنهج والمقدسات . إذا فقد الإنسان فقدنا كل شيء القوا ملف الأسرى والقضية لغيرهم فهم أقدر منكم في الحكم بعد تجربتكم الفاشلة في حكم القطاع مدة 17 سنة جلبت لنا والوطن الدمار والخراب .. تركوا الأمر حافظا على ما بقي من حطام الوطن وحفاظا على الأرواح والأنفس المتبقية بعد كل المعاناة والأيام دول فان كان عليك فاصبر وان كان لك فلا تبطر اللهم ألهم عبادك الرشد لحقن دماء المسلمين وبصرنا بالحق واجعلنا من أهله وارفع عنا شر عبادك وأعدائك فانا بك واثقون وعليك متوكلون

البوابة 24