تواجه حركة حماس تحديات متزايدة نتيجة التظاهرات التي تعم قطاع غزة، والتي تطالبها بالتخلي عن حكم القطاع، وسط تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية عليها، ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، تبدو الحركة أمام خيارات صعبة قد تدفعها لتقديم تنازلات غير مسبوقة.
اقرأ أيضًا:
- فتح تعلن موقفها من الاحتجاجات في غزة.. وهذا ما قالته
- احتجاجات جديدة تضرب سوريا بسبب شجرة كريسماس.. ما مصير الأقليات بعد سقوط الأسد؟
مأزق حماس وخياراتها الصعبة
يرى الخبير في الشأن الفلسطيني كمال الأسطل، أن حماس باتت أمام مفترق طرق مع استمرار المظاهرات الرافضة لحكمها، وأوضح أن أمامها ثلاثة سيناريوهات رئيسية للتعامل مع الأزمة:
- تقديم تنازلات جوهرية لإسرائيل والولايات المتحدة: يتمثل هذا الخيار في التوصل إلى اتفاق يحدد ملامح المرحلة المقبلة، وربما يشمل ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في القطاع.
- الرضوخ للضغوط الشعبية والتفاعل مع الرؤية العربية: قد تضطر حماس إلى التنازل لصالح السلطة الفلسطينية، ما قد يمهد لعودة الأخيرة إلى حكم القطاع بغطاء عربي ودولي.
- قمع الاحتجاجات بالقوة: رغم أن هذا الخيار قد يبدو متاحًا، إلا أن الحركة لا تمتلك القدرة الأمنية الكافية لقمع المظاهرات بشكل واسع، كما أن اللجوء إلى العنف سيؤجج الغضب الشعبي ضدها.
ويضيف الأسطل أن أحد السيناريوهات المطروحة أيضًا هو تسليم إدارة القطاع إلى الجامعة العربية، وهو ما حدث في محطات سابقة من الصراع الفلسطيني، كما شدد على أن بقاء حماس في الحكم بات غير مجدٍ في ظل الضغوط الدولية المتزايدة التي تطالبها بالتنحي.
التعامل مع الاحتجاجات
في المقابل، ترى الخبيرة في الشأن الفلسطيني رهام عودة، أن حماس سوف تحاول تجنب التصعيد العنيف ضد المتظاهرين، وستسعى لاحتواء الغضب الشعبي عبر خطوات مدروسة.
مشهد نادر الحدوث.. تظاهرات في #غزة تنادي "يا حماس برا"#إرم_نيوز #حرب_غزة pic.twitter.com/S7fvEfabK5
— Erem News - إرم نيوز (@EremNews) March 26, 2025
وأوضحت أن الحركة ستعمل على إيصال رسائل تفيد بأنها ليست معنية بالحكم بقدر ما تهدف إلى حماية مصالح الشعب الفلسطيني، وقد تلوّح باستعدادها لتسليم إدارة غزة إلى "لجنة إسناد مجتمعي"، في محاولة لامتصاص الغضب المحلي والدولي.
وأضافت عودة أن التظاهرات قد تخفت تدريجيًا مع استئناف مفاوضات التهدئة وصفقات تبادل الأسرى، الأمر الذي قد يخفف الضغط على الحركة مؤقتًا، لكنها نوهت إلى أن حماس ستظل مضطرة إلى الموازنة بين تفادي التصعيد الداخلي وعدم تقديم تنازلات كبرى تؤثر على وضعها السياسي والعسكري.
ورغم ذلك، أشارت إلى احتمال وقوع بعض التجاوزات من قبل عناصر حماس في التعامل مع الاحتجاجات، إلا أن القيادة السياسية للحركة ستفضل احتواء الأزمة بدلًا من المواجهة المباشرة، خاصة أن الوقت الحالي لا يسمح لها بمزيد من الصدامات مع الشارع الغزي.