إسرائيل في مأزق.. ثلاثة سيناريوهات خطيرة تحدد مصير غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أفاد تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، بأن إسرائيل لم يعد بإمكانها تأجيل البحث في مستقبل قطاع غزة، إذ أن أمامها ثلاثة بدائل رئيسية لإنهاء الحرب، وهي خيارات مطروحة منذ بدايتها.

البدائل الثلاثة المطروحة

ووفقًا لما ذكره "التقرير"، فإن البدائل تشمل ما يلي:

  1. احتلال كامل للقطاع، يتضمن إقامة حكم عسكري إسرائيلي مباشر.

  2. إبقاء حماس ضعيفة من خلال فرض "حصار مدني" حتى تنهار من الداخل.

  3. إقامة حكم مدني فلسطيني بديل لحماس، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية لمنع إعادة بناء قوتها.

عقبات أمام استبدال حماس

وأشار "التقرير"، إلى أن إسرائيل كانت تهدف إلى إيجاد نظام حكم بديل لحماس، لكنها لم تحدد بشكل واضح هوية هذا البديل، مشددًا على أن حماس، باعتبارها جزءًا من حركة الإخوان المسلمين، لا يمكن القضاء عليها عسكريًا، كما استشهد بتجارب سابقة في الضفة الغربية ومصر وسوريا والأردن وحتى داخل إسرائيل نفسها.

إشكاليات الاحتلال العسكري

ويعد احتلال القطاع بالكامل خيارًا معقدًا لكنه ممكن التنفيذ، حيث يتطلب تقسيم غزة إلى مناطق تخضع لسيطرة ألوية عسكرية وتعيين مندوبين للإدارة المحلية، غير أن هذا الخيار يتطلب موارد عسكرية كبيرة، مما قد يؤثر على الجبهات الأخرى مثل الضفة الغربية والشمال، فضلًا عن تكلفته السنوية الباهظة التي تقدر بـ5.3 مليار شيكل، كما أنه قد يؤدي إلى تراجع الشعور بالأمن داخل إسرائيل، وكذلك تداعيات اقتصادية وسياسية، أبرزها احتمال فرض مقاطعة أوروبية صامتة على إسرائيل.

الحصار كأداة لاستنزاف حماس

ويف السياق ذاته، يرى "التقرير"، أن فرض حصار مدني مع إبقاء حماس في حالة ضعف قد يكون خيارًا أكثر واقعية، حيث ستمنع إعادة إعمار القطاع والحركة التجارية، مما يؤدي إلى زيادة التوترات بين السكان وحماس، لكن هذا السيناريو ينطوي على مخاطرة كبيرة، إذ قد تعتبره حماس نصرًا لها، حيث ستروج لكونها نجحت في الصمود وأجبرت إسرائيل على الانسحاب، مما قد يدفعها إلى حشد الدعم الشعبي ومواصلة تحديها.

حكومة مدنية بديلة

أما فيما يتعلق بالبديل الثالث وهو إقامة حكومة تكنوقراط فلسطينية بديلة لحماس، فإنه قد يضعف نفوذ الحركة اقتصاديًا مع مرور الوقت، حيث ستُحرم من استغلال المساعدات الإنسانية لتعزيز قوتها،غير أن هذا الخيار يحمل خطرًا كبيرًا، إذ قد تتمكن حماس من إسقاط هذا الحكم في المستقبل، مثلما فعلت مع السلطة الفلسطينية في 2007، مما يعني استمرار التهديد الذي تشكله الحركة.

ولفت "التقرير"، إلى أن كل من هذه البدائل ينطوي على إشكاليات معقدة ولا يوفر حلًا نهائيًا لمعضلة إسرائيل في غزة. فعلى المستوى العسكري، يعد الاحتلال المباشر هو الخيار الأكثر أمانًا؛ وعلى صعيد الأمن القومي، فإن إقامة حكومة مدنية بديلة تبدو الأكثر منطقية؛ في حين أن الإبقاء على حكم حماس هو السيناريو الأسوأ الذي يجب تجنبه، مما يجعل خيار الحصار أقل جاذبية.

معهد أبحاث الأمن القومي