شعبي يُذبح ، وتسألونني عن صحتي؟!


*مروان أميل طوباسي .

ما زالت كلماته تتردد في الذاكرة ، تلك الصرخة التي أطلقها الزعيم الخالد ياسر عرفات من داخل مقره المحاصر ، عندما وقف أمام الصحفيين والغضب يشتعل في صوته :
"شعبي بِندبح ، وبتسألونني عن صحتي؟! أذهبوا وأخبروا العالم بما يجري مع شعبي !"

كان العالم يشاهد آنذاك ، رأى الدبابات تحاصر مقر القيادة ، رأى الجدران التي ثقبتها القذائف ، ورأى رجلاً واحداً شجاعاً مع رفاقه ، صامداً رغم الجوع ، رغم العزلة ورغم الخذلان يصرخُ بالشهادة ، يريدونني أسيراً أو طريداً أو قتيلاً .. وأنا أقول .. بل شهيداً .. شهيداً .. شهيداً .
 . كان المشهد واضحاً ، قائد يقاتل حتى آخر نفس ، وشعب يتشبث بحقوقه ويقاوم وسط حصار لا يرحم .

اليوم ، المشهد يتكرر لكنه صار أكثر وحشية ، من جنين إلى رفح، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق الى حيث تغرب الشمس التي في دورها ستعود الى الشروق حتماً . تُسحق المدن والمخيمات ، يُقتلع البشر ، يُمحى التاريخ ، وتُستهدف الهوية قبل الجسد في محاولات استهداف الوجود . تجويع وتهجير وإبادة تُنفذ على مرأى ومسمع العالم ، بغطاء دولي غربي وصمت إقليمي ، بل وبعجزٍ يشبه التواطؤ .

لكن أخطر ما في الأمر ليس القتل وحده ،  بل ذلك السكون القاتل الذي يحيط بنا .

أيها الصامتون ، هل هو الخوف؟ أم العجز ؟ أم انتظار "لحظة مناسبة" لن تأتي أبداً بهذا الحال لتُغير من الحال حالً ؟ إن كان أحدكم يَعلم سِر هذا الأنتظار ، فليُخبرنا علّنا نَفهم … قبل أن ينتهي الوقت .

البوابة 24