لقاء البيت الأبيض الأسوأ.. كواليس الخلاف بين نتنياهو وترامب

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، بأن هناك حالة صدمة واضحة في أوساط الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن عقب التطورات المتعلقة بالمباحثات بين الولايات المتحدة وإيران، وبالرغم من محاولة القيادة السياسية الإسرائيلية التخفيف من وقع المفاجأة بالقول إنها كانت تتوقع احتمال حدوث ذلك.

تفاصيل لقاء نتنياهو مع ترامب

كما أكدت مصادر سياسية، أن تل أبيب لم تكن على علم مسبق بالاتفاق بين ترامب والإيرانيين حول فتح باب التفاوض،كما أوضح مصدر من داخل الوفد، إن "الصدمة كانت واضحة على الوجوه"، رغم أن نتنياهو تلقى تحديثاً إيجابياً حول نية إشراك إسرائيل في محتوى التفاوض.

نتنياهو يطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني  

ووفقًا لما ذكره موقع "إسرائيل هيوم"، فإن نتنياهو، الذي يبدو أنه علم بالمفاوضات قبيل المؤتمر الصحفي مع ترامب، أعرب عن موقفه من خلال المطالبة بتفكيك البنى التحتية النووية الإيرانية بالكامل، وليس فقط تجميدها، في إشارة واضحة إلى رفضه لأي اتفاق يشبه "JCPOA 2"، مثلما حدث في عهد أوباما، حيث جرت مفاوضات سرية استبعدت منها إسرائيل.  

من جانبه، كشف محلل الشؤون الدبلوماسية في صحيفة"يديعوت أحرونوت" العبرية، إيتمار آيخنر، أن السبب الحقيقي وراء دعوة نتنياهو العاجلة إلى المكتب البيضاوي لم يكن متعلقاً بالرسوم الجمركية كما اعتقد البعض، بل تمثل في رغبة ترامب بإبلاغ نتنياهو شخصياً بنيته الدخول في مفاوضات رفيعة المستوى مع إيران، لتفادي تفاجؤ إسرائيل أو قيامها بخطوة عسكرية مباغتة قد تفشل المحادثات.

الرسوم الجمركية.. خيبة جديدة  

في سياق آخر، لفت "آيخنر"، إلى أن الرد الأميركي على مطالب نتنياهو بإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 17% على المنتجات الإسرائيلية كان محبطاً، إن لم يكن مهيناً. فنتنياهو، الذي وصل واشنطن مباشرة من بودابست، عاد بلا أي إنجاز ملموس، حيث لم يحصل على إعلان من ترامب بإلغاء أو خفض الرسوم، بل اكتفى ترامب بالتذكير بأن الولايات المتحدة تقدم مساعدات لإسرائيل تفوق أربعة مليارات دولار سنوياً، وهي أكثر من أي دولة أخرى.

وفي المقابل، أشاد ترامب، بنتنياهو لتقليص الرسوم الجمركية تجاه واشنطن، وناشد الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو إسرائيل في "الإنصاف مع الولايات المتحدة"، ومع ذلك، فإن النتيجة الوحيدة التي حصل عليها نتنياهو كانت وعداً بمتابعة النقاش حول الرسوم لاحقاً، من دون التزامات واضحة.

ملف الأسرى دون جديد  

وفيما يتعلق بالأسرى لدى حماس، لم يقدم ترامب جديداً يُذكر، إذ لم يبد تعاطفاً يعتد به، واكتفى بالتعبير عن أمله في انتهاء الحرب على غزة قريباً، دون تقديم اقتراحات أو التزامات بخصوص إبرام صفقة للإفراج عنهم.

عودة طرح تهجير سكان غزة

والجدير بالإشارة أن الاجتماع بين ترامب ونتنياهو أعاد إلى الواجهة ملف تهجير سكان غزة، حيث لفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في إقناع ترامب بأن هناك دولاً قد تقبل استقبال الغزيين بعد اتصالات أجراها الموساد، ونتيجة لذلك، عادت الفكرة إلى طاولة النقاش من جديد.

القلق من الدور التركي في سوريا  

كما بحث اللقاء المسألة التركية، حيث أعرب نتنياهو عن قلقه من تحركات أنقرة في سوريا وطلب من ترامب الضغط على الرئيس رجب طيب إردوغان، إلا أن ترامب لم يأخذ المطلب بجدية، بل تناول الموضوع بنبرة فكاهية وسرد مكالمة هاتفية جمعته بإردوغان، مشددًا عل أن علاقته به ممتازة، وقال لنتنياهو: "إذا واجهت مشكلة مع تركيا، يمكنني حلّها طالما تتصرف بعقلانية".

لقاء وصف بالأكثر فشلاً 

موقع "والاه" وصف لقاء نتنياهو وترامب بأنه "الأكثر فشلاً على الإطلاق"، لافتًا إلى أن نتنياهو عاد من واشنطن خالي الوفاض، في وقت كانت تنطلق فيه المفاوضات الأميركية-الإيرانية، واعتبر الموقع أن ترامب ألقى باتجاه نتنياهو ملفات شائكة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة، ولم ينجح الأخير في التعامل مع أي منها، ليظهر في النهاية في صورة الزائر غير المؤثر في المكتب البيضاوي.

ختام محرج لزيارة خاطفة  

ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن نتنياهو أنهى أسبوعه في الخارج بحدث محرج ترك وراءه تساؤلات أكثر من الإجابات، مشيرة إلى أن ترامب أحرجه على الهواء مباشرة، في وقت كان يأمل فيه رئيس الوزراء أن ينجح في حلّ عدة ملفات دفعة واحدة من خلال هذه الزيارة العاجلة.

إعلام عبري