يستمر الجدل في الأوساط الإسرائيلية بشأن التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء، حيث أثيرت مؤخرًا معلومات عن نشر معدات ثقيلة، يعتقد أن بينها منظومة "أس 300"، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات بشأن احتمال وجود استعدادات عسكرية قد تؤثر على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
تعزيزات قانونية وليست حشودًا
وفي هذا الإطار، أوضح اللواء أحمد إبراهيم، نائب مدير المخابرات الحربية المصرية الأسبق والمستشار في كلية القادة والأركان، في حديث لبرنامج "استديو ون" عبر قناة "سكاي نيوز عربية"، أن ما تقوم به مصر في سيناء لا يُعد تصعيدًا عسكريًا جديدًا، بل يأتي ضمن بنود معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل.
ولفت "إبراهيم"، إلى أن تلك المعاهدة سمحت بتعديل ملحق القوات مرتين؛ الأولى عقب انسحاب شارون من غزة عام 2005، والثانية عام 2013 في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في سيناء، وذلك بموافقة إسرائيلية وأميركية.
وشدد "إبراهيم"، على أن إسرائيل خرقت الاتفاق عندما دفعت بقواتها إلى محور فيلادلفيا ومعبر رفح منذ 27 مايو 2024، معتبراً أن ذلك يمثل مخالفة صريحة لمعاهدة السلام، موضحًا أن إسرائيل تحاول تحميل مصر مسؤولية فشلها في تحقيق أهدافها في غزة.
كما أردف "الخبير المصري"، أن القوات المصرية لا تشكّل تهديدًا لإسرائيل، بل عملت في السابق على تأمينها من هجمات في النقب وإيلات، وأن ما تقوم به مصر حاليًا هدفه الوحيد هو حماية حدودها.
ردود إسرائيلية
من جانبه، أشار كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل دعمت مصر في مواجهة الإرهاب بسيناء خدمة لمصالح أمنية مشتركة، لكنها الآن تؤكد قدرتها على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على مساعدات خارجية، مؤكدًا أن السيطرة الإسرائيلية السابقة على غزة ومحور فيلادلفيا كانت أكثر تنظيمًا، لكن استيلاء "حماس" على تلك المناطق أدى إلى تفاقم عمليات التهريب والإرهاب.
كما شدد "لافي"، على أن نشاط إسرائيل العسكري الحالي يأتي كرد أمني على ما وصفه بـ"البنية التحتية الإرهابية" التي ظهرت بعد أحداث السابع من أكتوبر، مؤكدًا على احترام الأمن القومي المصري ووجود مصالح مشتركة.
مخاوف إسرائيلية
وأبدى "لافي"، تخوفه من وجود أطراف خارجية تسعى للإضرار بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، مناشدًا بضرورة التحلي بالوعي واليقظة لتفادي الانجرار إلى توترات.
والجدير بالذكر أن "لافي" يرجح أن النشاط العسكري المصري في سيناء، علاوة على التحركات الإسرائيلية على الحدود، تستخدم كورقة ضغط لدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر في مفاوضات تتعلق بمستقبل الفلسطينيين، وسط مشهد إقليمي معقد تتداخل فيه المصالح والتحالفات، وبينما تصر مصر على الحفاظ على استقرارها وحدودها، تتعامل إسرائيل بقلق واضح من أي تحركات يمكن أن تفسر كتصعيد أو تغيير في قواعد اللعبة القائمة منذ عقود.