كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر إلغاء جلسة مشاورات أمنية كانت مقررة اليوم الثلاثاء، في مقر فرقة غزة، وذلك في خطوة مفاجئة تزامنت مع تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، حيث جاء الإلغاء بعد امتناع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن المشاركة في النقاش بسبب حضور رئيس جهاز الشاباك رونين بار.
سموتريتش يفتح النار على الشاباك
وعلى الرغم من تصريح "سموتريتش" مسبقًا بأهمية هذه المشاورات، إلا أنه أكد على رفضه القاطع المشاركة إن تواجد فيها رئيس الشاباك، وشن هجومًا عنيفًا على رونين بار متهمًا إياه بالفشل في أداء مهامه خلال أحداث السابع من أكتوبر، واصفًا إياه بأنه شخصية خطيرة تسعى لتنفيذ انقلاب من داخل المؤسسة الأمنية، بحسب ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
معارضة غاضبة وتحذير من الفوضى
ومن جهته، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ما حدث بأنه اعتداء مباشر على أمن الدولة، محذرًا من أن خضوع الحكومة لابتزاز وزير متطرف مثل سموتريتش يكشف مدى هشاشتها وخطورتها على كل مواطن في إسرائيل، مشددًا على أن هذه الحكومة باتت تشكل تهديدًا داخليًا لا يقل عن التحديات الأمنية الخارجية.
احتجاجات ضد حكومة نتنياهو
وفي سياق آخر، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية والعسكرية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي نتيجة إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على تصعيد الحرب على قطاع غزة، مما أدى إلى اتساع الانقسام الداخلي في صفوف المجتمع الإسرائيلي.
وشهدت الاحتجاجات دعمًا من مختلف شرائح المجتمع، بدءًا من عائلات الأسرى والمدنيين وصولًا إلى أفراد من المؤسسة العسكرية، مما وضع الحكومة في مواجهة ضغوط متزايدة قد تؤثر على استمرار الحرب ومستقبل نتنياهو السياسي.
اقرأ أيضًا:
- عناصر من الكوماندوز الإسرائيلي يوجهون رسالة تحذير إلى نتنياهو.. ماذا جاء فيها؟
- نشطاء يضربون عن الطعام في دولة أوروبية تضامنًا مع غزة
تهديد رئيسي
وفي ظل هذا الانقسام الداخلي، الذي يشمل الجنود والضباط والأجهزة السياسية، حذر العديد من القادة العسكريين السابقين من أن هذه الانقسامات أصبحت تشكل تهديدًا رئيسيًا.
وأشار الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الإسرائيلي، إلى أن الاحتجاجات لا تبدو قادرة على التأثير المباشر على سياسات نتنياهو الحالية، مؤكدًا أنه يملك الحنكة السياسية لاستغلال هذه الاحتجاجات لصالحه رغم اتساع نطاقها.
وأوضح أن هذه الاحتجاجات قد تدفع لزيادة الضغط الشعبي، خاصة من جانب عائلات الأسرى الإسرائيليين، ولكن العوامل الداخلية مثل نقص الذخيرة والإرهاق العسكري والتنسيق غير الكافي مع الإدارة الأمريكية حول الأسلحة، هي التي تؤثر بشكل أكبر على استمرار الحرب.
محاكمة نتنياهو
من جهته، اعتبر ناصر حجازي، الباحث في الصراع الإسرائيلي، أن تصاعد الاحتجاجات أمر متوقع نظرًا لاستمرار الحرب على غزة، التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ذريعة لإطالة أمد الحرب وتجنب محاكمة نتنياهو.
وأشار إلى أن هذه المحاكمة لن تقتصر على قضايا الفساد، بل قد تشمل تعامله مع أحداث 7 أكتوبر 2023، مما قد يهدد مستقبله السياسي.
ورغم دعم الاحتجاجات من القوى المعارضة، أكد حجازي أن الشارع الإسرائيلي يتسم بالتطرف ويقترب من دعم فكرة التخلص من قطاع غزة وطرد سكانه، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل سكان غزة إلى دول أخرى.
وأضاف أن حركة حماس تدرك أنه في حال عدم الوصول إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، فإن أي صفقة لتبادل الأسرى ستكون مستحيلة.