نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي تحذيره من أن رفض حركة حماس لمقترح الصفقة الأخير سيترتب عليه تداعيات مؤلمة على قيادة الحركة، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيرد بزيادة الضغط العسكري على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، مع خطة للسيطرة على المزيد من الأراضي داخل القطاع.
وأوضح المصدر أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعدت نفسها لاحتمال رفض حماس للمقترح، وأن "الخطط جاهزة، وسيشعر الطرف الآخر بنتائجها قريبًا".
اقرأ أيضًا:
- إسرائيل تكشف عن خطتها في حال رفضت حماس عرضها الأخير
- انهيار حقيقي.. أزمات متفاقمة داخل جيش الاحتلال تعصف بطموح زمير في غزة
حماس ترفض الصفقة
في المقابل، أعلن خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن الحركة جاهزة للدخول الفوري في مفاوضات شاملة تهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين مقابل وقف كامل للحرب، وانسحاب إسرائيلي تام من القطاع، وبدء عملية إعادة الإعمار ورفع الحصار.
وأكد أن قيادة الحركة وفصائل المقاومة سعت جديًا لوقف العدوان المتواصل على القطاع، وعملت لأكثر من عام ونصف في مفاوضات مضنية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، توج باتفاق 17 يناير الذي تضمن ثلاث مراحل، وحرصت الفصائل على الالتزام به بالكامل.
وأشار الحية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو هي من خرقت الاتفاق وتراجعت عن تنفيذه قبل إنهاء مرحلته الأولى، وعاودت ارتكاب المجازر وشن حرب إبادة جماعية على غزة.
كما كشف أن حماس وافقت مؤخرًا على مقترح قدمه الوسطاء في نهاية رمضان، رغم شكوكها في نوايا نتنياهو الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب لخدمة مستقبله السياسي، وهو ما أثبتته الحكومة الإسرائيلية لاحقًا برفضها المقترح الوسيط وتقديم بديل محمل بشروط تعجيزية لا تفضي إلى وقف الحرب أو انسحاب القوات من غزة.
تصريحات نارية
وفي سياق التصعيد الإسرائيلي، أطلق وزير المالية الإسرائيلي وعضو الكابينيت، بتسلئيل سموتريتش، تصريحات نارية بعد إعلان حماس رفضها للمقترح الإسرائيلي، داعيًا إلى تصعيد العمليات العسكرية بشكل واسع وفتح "أبواب الجحيم" على غزة، بحسب تعبيره.
وفي بيان رسمي، شدد على أن "إسرائيل لن تتراجع ولن تنهي الحرب إلا بالقضاء التام على حماس واستعادة جميع المحتجزين"، مطالبًا باحتلال القطاع وتنفيذ خطة التهجير الطوعي لسكان غزة إلى دول أخرى، كما دعا رئيس الحكومة نتنياهو لإصدار الأوامر الفورية بتنفيذ ذلك.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فقد استغل منصة "إكس" ليؤكد أن "لا مبررات أو أعذار بعد الآن"، معتبرًا أن موقف حماس من الصفقة يمثل فرصة لتحقيق "النصر الكامل" لإسرائيل، وخاطب نتنياهو مباشرة قائلًا: "الأمر بين يديك".
وتأتي هذه التصريحات عقب الكلمة المسجلة التي ألقاها خليل الحية، والتي جدد فيها عرض حماس لاستئناف المفاوضات الشاملة بما يضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع، كمدخل لاستعادة الهدوء وبدء عملية إعادة الإعمار ورفع الحصار عن غزة.