تقرير: حنان شبات
تعيش الطفولة في قطاع غزة أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، في ظل استمرار الحرب والإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال المساعدات، ما أدى إلى تفشي سوء التغذية ونفاد الإمدادات الغذائية والطبية.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، إن 53 طفلًا توفوا نتيجة سوء التغذية، بينما قضى 17 آخرون بسبب البرد القارس منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع في ظل تفاقم الأزمة.
وأوضح مدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، د. أحمد الفرا، أن القطاع دخل رسميًا المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد وفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية. وأضاف أن أطفال غزة يعانون من نقص حاد في الأدوية العلاجية وحليب الأطفال، ما يعيق متابعتهم طبيًا بشكل فعّال.
وأشار الفرا إلى أن حالة الطفل "أسامة الرقب" تُجسد واقع آلاف الأطفال المحرومين من الغذاء والمياه الصالحة للشرب، مؤكدًا أن غياب الرعاية الصحية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد، خاصة الخدج منهم.
وفي تطور مقلق، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) أن إمدادات الغذاء في غزة تشهد انخفاضًا خطيرًا، مع تسارع معدلات سوء التغذية في مختلف أنحاء القطاع.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) اليوم الجمعة عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل داخل غزة نتيجة استمرار إغلاق المعابر، في أطول حصار يشهده القطاع على الإطلاق. وقال البرنامج في بيان:
"لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع. هذا الإغلاق يُعد الأطول، ويزيد من انهيار الأسواق والأنظمة الغذائية الضعيفة أصلاً."
وأضاف البيان أن البرنامج قام بتسليم آخر المخزونات الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة، والتي من المتوقع أن تتوقف عن العمل خلال الأيام المقبلة بعد نفاد الطعام.
وحذرت وزارة الصحة من أن استمرار منع دخول الإمدادات الغذائية والدوائية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية، وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والمرضى بشكل كبير، وسط عجز المستشفيات عن الاستجابة للاحتياجات الطارئة.
ويعاني قطاع غزة من حصار خانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، في وقت يواجه فيه أكثر من 2.2 مليون فلسطيني خطر المجاعة، في ظل صمت دولي متواصل ومحدودية الاستجابة الإنسانية على الأرض.