كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، يوم الجمعة، بأن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد خلال الأيام المقبلة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصفت هذه الجولة بأنها "حاسمة"، إذ قد توصل إلى اتفاق شامل في حال اتخاذ الأطراف المعنية، بما فيها إسرائيل وحركة "حماس" والإدارة الأميركية، مواقف حاسمة وواضحة.
مراجعة المقترحات السابقة
وأشارت "المصادر"، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن المحادثات القادمة ستركّز على المقترحات التي طُرحت خلال الجولة السابقة التي جرت في القاهرة والدوحة، موضحة أن حركة "حماس" قامت بدراسة هذه العروض بشكل معمّق، وناقشتها داخلياً، كما تشاورت مع عدد من الفصائل الفلسطينية الأخرى.
كما أكدت المصادر، المطلعة على مجريات المفاوضات، أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً محورياً في هذه الجولة، مع توقعات بأن تمارس ضغوط جدية على إسرائيل لدفعها نحو الاتفاق، لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثفت ضغوطها على الوسطاء من أجل إقناع "حماس" بتقديم تنازلات إضافية.
رؤية حماس للتهدئة
في المقابل، أوضحت مصادر في حركة "حماس" للصحيفة أن وفد الحركة قدم تصوّراً كاملاً يتضمّن هدنة طويلة الأمد تمتد لخمس سنوات على الأقل، علاوة على تنفيذ صفقة تبادل أسرى شاملة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مع رفع الحصار، علاوة على إعادة الإعمار، وكذلك عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثاني من مارس الماضي.
كما طرحت "حماس" تشكيل لجنة محلية من المستقلين لإدارة القطاع ضمن رؤية مصرية تعرف بـ"لجنة الإسناد المجتمعي".
اتفاق مرحلي بمرحلتيْن
ولفتت "المصادر"، إلى مقترح سابق قدم لوفد "حماس"، يقضي باتفاق مرحلي من مرحلتين، تكون المرحلة الأولى لمدة 6 إلى 8 أشهر بضمانة أميركية، وتشمل الإفراج عن نصف المختطفين الإسرائيليين.
فيما تنص المرحلة الثانية، على إنهاء الحرب بشكل كامل ورفع الحصار وتنفيذ إعادة الإعمار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل تام.
عراقيل وشروط معقدة
وأردفت "المصادر"، إن الاتفاق يواجه عراقيل تتعلق بشروط فرضتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، تتمحور بشكل رئيسي حول مصطلحات مرتبطة بـ"سلاح المقاومة" ومستقبلها، الأمر الذي يعتبر من أبرز العقبات أمام التوصل إلى تسوية سريعة.
ومن جديد، شددت "المصادر"، على تفعيل لجنة الإسناد المجتمعي بمجرد دخول التهدئة حيز التنفيذ، في حين سيتم نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مؤسسات إغاثية دولية تحت رقابة عربية لضمان الشفافية.
مقترح من مصر وقطر
والجدير بالإشارة أن مصادر في "حماس" قد كشفت قبل أسبوع، عن عرض مشترك من مصر وقطر ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار يستمر لـ 6 أشهر، مقابل وقف الأعمال العسكرية وتبادل دفعة أولى من الأسرى الأحياء والرفات، وتشمل الخطة التفاوض لاحقاً على اتفاق دائم يعيد إعمار غزة وينهي الحرب، استناداً إلى المبادرة المصرية التي حظيت بدعم عربي خلال القمة الطارئة الأخيرة في القاهرة.
كما أعلنت "المصادر"، عن لقاء جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع قيادات من وفد "حماس".
والجدير بالذكر أن المقترح المصري-القطري قد تم طرحه على الولايات المتحدة خلال زيارة وزير الخارجية القطري إلى واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.