في وقت تتواصل فيه غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وُلدت الطفلة ملك أحمد القانوع في مستشفى العودة شمال القطاع "بلا دماغ".
وأفادت مصادر طبية بأن الطفلة، التي لم يتجاوز عمرها يومين، تعد واحدة من الحالات الصادمة لتشوه الأجنة في الأرحام، مرجحة أن سبب التشوه يعود إلى الإشعاعات الناتجة عن القصف بأسلحة تستخدمها إسرائيل في القطاع، والتي يعتقد أنها قد تكون قد تسببت في هذه الحالة. وأظهرت مقاطع فيديو وصور للحالة، حيث ظهرت الطفلة برأس دون دماغ، وكانت الجمجمة تنتهي فوق العينين فقط.
ارتفاع حالات تشوه الأجنة في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية
وتأتي هذه الحالة في وقت تتزايد فيه ظاهرة تشوه الأجنة في قطاع غزة، حيث أظهرت التقارير الطبية أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في هذه الحالات، مما يثير القلق بشأن تأثير الهجمات الإسرائيلية على صحة الأجنة.
منذ بداية العدوان على القطاع، حذر الأطباء ومنظمات حقوقية من خطورة تعرض النساء الحوامل للغازات السامة المنبعثة من القذائف والصواريخ الإسرائيلية، محذرين من تأثير ذلك على الأجنة. وقد أشار تقرير إلى أن ما يحدث في غزة يعيد للأذهان ما جرى في العراق بعد الغزو، حيث ارتفعت معدلات التشوهات الخلقية بفعل التلوث والإشعاع الناتج عن القصف، مطالبًا بتحقيق دولي للكشف عن أسباب هذه الحالات المتكررة من تشوه الأجنة وطبيعة الأسلحة المستخدمة.
منظمات حقوقية تحذر من تأثير العدوان على صحة النساء الحوامل والأجنة
وقد أشار مواطنون في القطاع مؤخرًا إلى تغيّر ملحوظ في أصوات دوي الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي، ما يشي باستخدام أسلحة جديدة، ويؤكد استخدام الاحتلال لأسلحة محرمة دوليًا في الهجمات المستمرة ضد المدنيين في غزة.
وفي 28 يناير 2025، أصدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" تقريرًا يسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها النساء الحوامل في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والعمليات العسكرية، مشيرة إلى أن إسرائيل تفرض ظروفًا تهدد صحة الحمل والولادة وحياة المواليد الجدد. وذكر التقرير أن الاستهداف المتعمد للقطاع الصحي من قبل إسرائيل قد قوض من قدرة الحوامل على الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
ووفقًا لتقارير أطباء في القطاع، فقد ارتفعت نسبة الإجهاض التلقائي إلى 300% منذ 7 أكتوبر 2023، في وقت كان فيه الأطباء يعالجون العديد من الحالات المتعلقة بتشوهات خلقية وصل بعضها إلى المستشفيات خلال فترة الحرب. وفي تصريحات للطبيب الأردني بلال العزام، الذي كان ضمن وفد طبي زار القطاع في يناير وفبراير 2024، قال إنهم تعاملوا مع حالات تشوهات خلقية متزايدة.
في هذا السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في وقت سابق من اليوم الجمعة من تزايد المخاطر التي تواجه أطفال قطاع غزة من الجوع والمرض والموت. ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إلى ضرورة رفع الحصار المفروض على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مشددة على ضرورة حماية الأطفال في القطاع.
