جريمة قتل الطفلة هند رجب والمسعفين تفضح الانتهاكات الإسرائيلية

هند رجب
هند رجب

البوابة 24 / ميسون كحيل

في 29 يناير 2024، شهد قطاع غزة جريمة إنسانية بشعة، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية سيارة تقل عائلة الطفلة هند رجب (6 سنوات) في حي تل الهوى جنوب غرب غزة. استشهاد هند وخمسة من أفراد عائلتها وتدمير سيارة الإسعاف التي حاولت إنقاذهم يشكلان جريمة حرب قد تتطلب المساءلة القانونية الدولية.

تفاصيل الحادثة

في اليوم الذي أُجبرت فيه عائلة الطفلة هند على مغادرة منزلها في حي تل الهوى بناءً على أوامر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المناطق، تعرضت السيارة التي كانت تقلهم لاستهداف مباشر من دبابة إسرائيلية. أسفر الهجوم عن استشهاد أغلب أفراد العائلة، بينما نجا بشكل مؤقت كل من هند رجب وابنة خالتها ليان حمادة (14 عامًا)، اللتان ظلتا في السيارة في حالة مأساوية تحت النيران.

تمكنت ليان من الاتصال بالطوارئ الفلسطينية قائلةً: "عمو، قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة." ثم انقطع الاتصال، ليُكتشف لاحقًا استشهادها.

استهداف المسعفين

استجابةً لنداء الاستغاثة، توجهت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، متضمنة المسعفين أحمد المدهون ويوسف زينو، إلى الموقع. ورغم التنسيق مع السلطات العسكرية الإسرائيلية لتأمين مرورهم، تعرضت سيارة الإسعاف نفسها لاستهداف مباشر من القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد المسعفين، في خرق فاضح للقانون الدولي الذي ينص على حماية الطواقم الطبية أثناء أداء واجبها.

عُثر على جثتي المسعفين داخل السيارة، قرب موقع الهجوم على عائلة هند، مما يثبت بوضوح استهداف المدنيين والطواقم الطبية.

العثور على الجثامين

بعد 12 يومًا من فقدان الاتصال، وفي 10 فبراير 2024، عُثر على جثمان الطفلة هند وأفراد عائلتها، بعدما تعرضوا للهجوم الإسرائيلي في السيارة، ليتم تأكيد استشهادهم جميعًا.

المسؤولية القانونية
هذه الحادثة تطرح سؤالًا مهمًا: من يتحمل المسؤولية عن هذه الجرائم؟ استهداف المدنيين والطواقم الطبية يعد خرقًا واضحًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استهداف المدنيين وتطالب بحماية الطواقم الطبية.

ردود الفعل الدولية

أثارت الحادثة ردود فعل واسعة النطاق على المستوى الدولي، حيث أدانت منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية هذا الهجوم كـ"جريمة حرب" وطالبت بتحقيقات مستقلة.

كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، قالت: "كم من الأطفال سيموتون قبل أن ينتهي هذا الكابوس في قطاع غزة؟ هذه الحادثة تفضح بوضوح الانتهاكات المستمرة لحقوق الأطفال في النزاع المسلح."

مطالب بالتحقيق والمساءلة

في ظل هذه الجريمة، نجد أنفسنا أمام ضرورة ملحة لتقديم المسؤولين عن هذا الهجوم للمحاسبة. يجب على المجتمع الدولي، وخاصة المحكمة الجنائية الدولية، أن تقوم بفتح تحقيق مستقل وموثوق في هذا الهجوم، مع ضرورة محاسبة المتورطين من الجيش الإسرائيلي.

المطالب تشمل:

فتح تحقيق دولي في الهجوم على الطفلة هند ورصد المسؤولية القانونية.
محاسبة المسؤولين عن استهداف الطواقم الطبية، وهو ما يعد جريمة حرب.
اتخاذ خطوات عملية لضمان حماية المدنيين والطواقم الإنسانية في النزاعات المستقبلية.

هذه الحادثة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويجب ألا تمر دون محاسبة. الطفلة هند رجب وعائلتها استشهدوا على يد آلة الحرب الإسرائيلية، والمسعفين الذين حاولوا إنقاذهم أصبحوا ضحايا أيضًا. إذن، المسؤولية القانونية تقع على عاتق الجهات الدولية لإيقاف هذه الجرائم وتحقيق العدالة.

 

البوابة 24