خلل تقني.. نتائج التحقيق حول الصاروخ الحوثي تفضح ثغرات منظومة الدفاع الإسرائيلية

الصاروخ الحوثي
الصاروخ الحوثي

في تطور ميداني غير مسبوق، كشف تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي عن وجود خلل تقني في منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية أدى إلى فشل في اعتراض صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي من اليمن، وسقط قرب مطار بن غوريون الدولي، في ضربة اعتبرتها القيادة الأمنية الإسرائيلية بمثابة "إهانة استراتيجية" وانكشاف خطير لنقاط الضعف الدفاعية.

تفاصيل الخلل التقني

بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، فإن الصاروخ الحوثي تجاوز الدفاعات الجوية التي كانت من المفترض أن تتصدى له، وعلى رأسها منظومة "السهم 3" الإسرائيلية المتطورة، بالإضافة إلى نظام "ثاد" الأميركي الذي يعمل ضمن التعاون الدفاعي مع واشنطن.

اقرأ أيضًا:

وأوضح الجيش أن كافة أنظمة الرصد والإنذار والتشغيل عملت كما يجب، إلا أن صاروخ الاعتراض نفسه تعرض لخلل تقني غير متوقع أدى إلى فشل عملية الاعتراض في اللحظة الحاسمة.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الصاروخ أطلق من الأراضي اليمنية، وتمكن من اختراق المجال الجوي الإسرائيلي حتى وصل إلى منطقة قريبة من مطار بن غوريون، حيث تسبب في انفجار محدود أثار الذعر في أوساط المدنيين والمسافرين وأدى إلى تعليق مؤقت لحركة الطيران.

تحقيق عسكري

في أعقاب الحادث، سارع سلاح الجو الإسرائيلي إلى فتح تحقيق موسع لتحديد سبب الخلل في صاروخ الاعتراض، وما إذا كان العطل ناتجًا عن خلل تصنيعي، أو ضعف في البرمجة التشغيلية، أو ثغرة لم يتم اكتشافها سابقًا. 

ويهدف التحقيق إلى منع تكرار هذا النوع من الفشل مستقبلاً، خصوصًا في ظل اتساع نطاق التهديدات القادمة من جبهات بعيدة كاليمن.

وعقدت القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية جلسة طارئة بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان الجنرال أيال زمير، ورئيس جهاز "الموساد" دافيد برنيا، ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، لمناقشة تداعيات الهجوم، وتقييم الردود المحتملة.

ووفق ما نقل عن الجلسة، فقد اتفق المسؤولون على أن "زمن ضبط النفس قد انتهى"، وأكدوا أن الهجوم أحدث "ضررًا استراتيجيًا" يتجاوز الأثر العسكري، في ظل موجة من إلغاء الرحلات الجوية من قبل شركات طيران أجنبية بعد انتشار صور انفجار الصاروخ بالقرب من أهم مطار في البلاد.

وأربك الهجوم الصاروخي المفاجئ الجبهة الداخلية، إذ انطلقت صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب وعدد كبير من المستوطنات في وسط إسرائيل، بحسب ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية، وقد تسببت هذه الإنذارات في حالة من الذعر، كما دفعت السكان للنزول إلى الملاجئ، في مشهد غير مألوف في وسط البلاد منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر في مطار بن غوريون أن حركة الملاحة الجوية استؤنفت بعد توقف قصير بسبب المخاوف من تداعيات الصاروخ، حيث تم إخلاء بعض المدرجات احترازياً قبل أن يصدر قرار بإعادة تشغيل المطار تدريجياً.

رسائل استراتيجية

يعد هذا الهجوم تطورًا نوعيًا في الصراع الإقليمي، إذ يظهر أن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، باتت تملك القدرة على ضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل من مسافات بعيدة جدًا، وهو ما يزيد من القلق في تل أبيب بشأن مدى فعالية منظوماتها الدفاعية في مواجهة صواريخ طويلة المدى تأتي من جبهات متعددة.

ويؤشر فشل الاعتراض إلى أن إيران وحلفاءها في المنطقة باتوا أكثر قدرة على تحدي التفوق الدفاعي الإسرائيلي، خاصةً في ظل اعتماد إسرائيل الكبير على التكنولوجيا لاعتراض التهديدات الخارجية، ويرى مراقبون أن ما جرى يشكل اختبارًا حقيقيًا لمنظومة الردع الإسرائيلية، ورسالة مدوية إلى حلفائها في الغرب حول هشاشة الجبهة الداخلية في مواجهة الضربات المفاجئة.

سكاي نيوز