علقت حركة "حماس"، على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اتهم فيها الحركة بالاستيلاء على المساعدات الواصلة إلى قطاع غزة، ووصفتها بأنها "ترديد مستغرب لأكاذيب حكومة بنيامين نتنياهو"، معتبرة أن الهدف منها هو تبرير "جريمة تجويع الفلسطينيين" التي تمارسها إسرائيل.
حماس تنتقد التواطؤ الأمريكي
وأكدت "حماس"، إن "تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها حركة حماس بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما هي إلا تكرار مستهجن لأكاذيب حكومة نتنياهو الإرهابية، والتي تسعى لتبرير سياسة التجويع الممنهجة بحق المدنيين الأبرياء في القطاع".
كما أردفت "حماس"، أن هذه الاتهامات "تتناقض بوضوح مع تقارير الأمم المتحدة وشهادات المنظمات الإنسانية العاملة في غزة، فضلاً عن الشواهد الميدانية المتراكمة"، مشددة على أن إسرائيل "تستخدم التجويع كسلاح بشكل يخالف القانون الدولي ويصادم الأعراف الإنسانية".
دعوة لتصحيح المسار
وأشارت "حماس"، إلى أن مجرد طلب ترامب من نتنياهو إرسال بعض الطعام إلى غزة لا يعد كافيًا، مؤكدة على أن المطلوب هو "موقف مسؤول يحترم القانون الإنساني الدولي، ويطالب بفتح فوري للمعابر، وضمان تدفق المساعدات والإغاثة، ووقف استخدام الغذاء كسلاح للابتزاز والضغط السياسي والعسكري".
كما طالبت "حماس"، الإدارة الأمريكية إلى "تصحيح موقفها والتوقف عن منح الغطاء السياسي لجريمة الإبادة الجماعية"، وممارسة الضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان، وفتح المعابر المغلقة منذ أكثر من شهرين لتمكين دخول المواد الأساسية والمنقذة للحياة.
ترامب يكرر الرواية الإسرائيلية
والجدير بالإشارة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد اتهم حركة حماس خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض يوم الاثنين، بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية الواردة إلى قطاع غزة، قائلاً: "إذا نظرتم، حماس تجعل الوضع مستحيلاً، هم يأخذون كل شيء يُرسل إليهم"، على حد قوله، بحسب ما نقلته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال "ترامب": "سنسعى لمساعدة أهالي غزة ببعض الطعام، الناس هناك يتضورون جوعًا، وسنقوم بمساعدتهم للحصول على بعض الغذاء".
واقع إنساني مأساوي
وفي مطلع مارس 2025، كانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل قد انتهت، وهو الاتفاق الذي بدأ سريانه في 19 يناير، قبل أن تتنصل إسرائيل منه وتعود لاستئناف عدوانها على غزة في 18 من الشهر ذاته.
والجدير بالإشارة أن إسرائيل أعلنت في الثاني من مارس، عن إغلاق كافة معابر قطاع غزة، مانعة دخول المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، بحسب ما أكدته تقارير رسمية وحقوقية ودولية.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي، فإن سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يعتمدون بشكل كامل على هذه المساعدات للبقاء، بعدما تحولوا بفعل الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهراً إلى شعب يعاني الفقر والجوع.
والجدير بالذكر أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي غير مشروط، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى الآن أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، علاوة على أكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار واسع طال كل شيء.