في تطور دبلوماسي غير مسبوق، كشفت مصادر إعلامية وسياسية عن فتح مسار تفاوضي سري بين سوريا وإسرائيل برعاية إماراتية مباشرة، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع التي أكد فيها وجود مباحثات غير مباشرة تجري خلف الكواليس مع الجانب الإسرائيلي.
مسار سياسي
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والصحفي عبد الجليل سعيد، خلال استضافته في برنامج "هذا المساء" الذي تقدمه الإعلامية لورين وهبي، أن الإمارات هي من بادرت بإطلاق هذا المسار السري، مستفيدة من علاقاتها القوية مع كلا الطرفين، السوري والإسرائيلي، سعيًا منها لفتح أفق لحل سياسي ينهي حالة العداء الممتدة منذ عقود، وربما يقود إلى مرحلة جديدة من المفاوضات واتفاق سلام محتمل.
اقرأ أيضًا:
- تصريحات غانتس تثير الجدل.. ما الذي تخطط له إسرائيل في مناطق الدروز بسوريا؟
- زامير يكشف عن مخطط السيطرة الإسرائيلية على نقاط استراتيجية في سوريا
ووفقاً لما كشفه سعيد، فإن هذا المسار يمر عبر ثلاث مراحل دقيقة ومخطط لها بعناية، تبدأ بلقاء مباشر جرى سابقًا بين الرئيس السوري أحمد الشرع وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، حيث عرض الأخير مبادرة لإطلاق قناة تواصل مع إسرائيل، لقيت ترحيبًا من القيادة السورية.
وبحسب سعيد، أشاد الرئيس السوري بالمبادرة الإماراتية وطلب الاستمرار بها، ما شكل الضوء الأخضر لانطلاق العملية.
المرحلة الثانية من هذا المسار – بحسب المعلومات الحصرية التي أفصح عنها سعيد – شهدت وصول وفود أمنية وفنية من الطرفين السوري والإسرائيلي إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى أن من بين الأسماء البارزة التي شاركت في هذه الاجتماعات اللواء حسين سلامة، رئيس الاستخبارات السورية الجديد، بالإضافة إلى أحد كبار مستشاري الرئيس السوري للشؤون العسكرية والسياسية.
ولفت سعيد إلى أن هذه اللقاءات تمت على الأغلب برعاية الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، وربما شهدت تواصلاً غير مباشر بين الوفدين السوري والإسرائيلي.
مرحلة قيد التحضير
أما المرحلة الثالثة، والتي لا تزال قيد التحضير، فمن المرجح أن تتخذ طابعًا سياسيًا علنيًا أكثر، وقد تتضمن لقاءً مباشراً بين وزير الخارجية السوري فيصل الشيباني ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، وهو ما قد يشكل تحولًا جذريًا في تاريخ العلاقات بين البلدين، حال حدوثه.
وتأتي هذه التطورات في ظل تغيرات إقليمية متسارعة وإعادة رسم التحالفات في الشرق الأوسط، وسط مؤشرات متزايدة على رغبة عدد من الدول العربية في إعادة تموضعها الاستراتيجي في المنطقة، والتفاعل بشكل أكثر براغماتية مع واقع الاحتلال الإسرائيلي، في سياق ما يعرف باتفاقات "أبراهام" وملحقاتها الدبلوماسية.
واختتم عبد الجليل سعيد تصريحاته بالتأكيد على أن المسار ما يزال في بداياته، ويجري بحذر بالغ بسبب التعقيدات التاريخية والسياسية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الدور الإماراتي فاعل وحاسم في هذا الملف ويحظى بقبول وتقدير من الطرفين.