أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء مرحلة جديدة من عمليته العسكرية الواسعة في قطاع غزة، تحت مسمى "عربات جدعون"، وذلك من خلال تكثيف الهجمات الجوية والبرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إلى جانب تعزيز تمركز قواته في مناطق داخل القطاع.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، أن الحملة تأتي ضمن خطط توسيع المعركة بهدف ما سماه "تحقيق أهداف الحرب"، التي تشمل تحرير الأسرى الإسرائيليين وتصفية حركة حماس. وأكد أن القوات التابعة للقيادة الجنوبية ستواصل العمليات لضمان ما وصفه بـ"أمن إسرائيل".
وذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق، أن العملية تهدف إلى اجتياح شامل لقطاع غزة، ودفع السكان نحو رفح تمهيدًا لنقلهم إلى منطقة مطار رامون، وذلك في ظل حديث عن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جهود الوساطة في المنطقة.
وتستند الخطة إلى تصور عسكري وضعه رئيس الأركان إيال زامير، وتمت المصادقة عليه من قبل وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وتركز الخطة على حسم المعركة عسكريًا ضد حماس، وتدمير بنيتها القتالية والتنظيمية، مع ضمان حرية تحرك الجيش من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك الألغام وتدمير البنية التحتية في المناطق المستهدفة.
أحد المحاور الأساسية في العملية هو إجلاء السكان من مناطق القتال، لا سيما من شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية، بهدف "فصلهم عن عناصر حماس" وتوفير حرية ميدانية للجيش في تنفيذ عملياته. وتشير الخطة إلى أن الجيش سيحتفظ بوجود دائم في المناطق التي يسيطر عليها، ويتم التعامل معها وفق نموذج "رفح"، الذي اعتبره الجيش نموذجًا ناجحًا من حيث السيطرة والتحييد الأمني.
كما تتضمن الخطة استمرار فرض الحصار الإنساني على القطاع، مع الإشارة إلى أن أي خطوات إنسانية مستقبلية ستأتي بعد الانتهاء من الإجلاء الواسع وتنفيذ العمليات القتالية الرئيسية.
في سياق متصل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن إنشاء كتيبة مدرعات جديدة أُطلق عليها اسم "نير"، وتعد الأولى من نوعها ضمن ما يسمى "لواء الشمال" التابع لفرقة غزة. وتم إنشاء هذه الكتيبة لتخفيف الضغط عن وحدات الاحتياط، خاصة في ظل استمرار الحرب منذ أشهر طويلة.
ووفق التقرير، ستعمل الكتيبة الجديدة ضمن منطقة محددة، باستخدام دبابات "ميركافا مارك 4"، وسيتم إدارتها عبر نظام تناوب بين الجنود النظاميين من وحدات المدرعات، وذلك في إطار استخلاص العبر من إخفاقات الجيش خلال هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، حيث أظهرت الأحداث ضعف الجاهزية الإسرائيلية في محيط البلدات الحدودية مع القطاع.