عرض إسرائيلي غير مسبوق.. نتنياهو يتحدث عن هدنة مؤقتة (تفاصيل)

نتنياهو-ج-بدون-100-730x438.jpg
نتنياهو-ج-بدون-100-730x438.jpg

أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، بإن حكومته مستعدة لعقد صفقة تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك.

جاء ذلك خلال كلمة متلفزة نشرها مكتبه عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس"، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الداخلية والدولية عليه لوقف الحرب على غزة، علاوة على السماح العاجل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر الذي يواجه كارثة مجاعة أودت بحياة العديد من الضحايا.

وأكد "نتنياهو": "أنا مستعد لإبرام صفقة تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة من أجل إطلاق سراح مزيد من المحتجزين هناك".

ولا يشكل هذا الموقف تحولاً جذريًا في سياسة نتنياهو، حيث يستمر في رفضه لوقف الحرب الكامل، تحت وطأة تهديدات شركائه من اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي، والذين يلوّحون بالانسحاب وإسقاط الحكومة في حال التوصل لأي اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب.

تمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال

وفي المقابل، تتمسك حركة حماس بشرط أساسي لأي اتفاق محتمل، وهو إنهاء العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

 كما أدعى "نتنياهو"، خلال كلمته، أن إسرائيل سمحت مؤخراً بدخول كميات كافية من الغذاء والمساعدات إلى القطاع، قائلاً: "سمحنا يوم أمس (الأربعاء) بإدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى غزة".

ومن جانبها، نفت حكومة غزة ذلك، مشددة على أن ما دخل فعلياً لم يتجاوز 87 شاحنة فقط.

وفي مساء اليوم ذاته، أوضحت "حماس"، في بيان لها، أن ما تم إدخاله من مساعدات لا يمثل سوى أقل من عشر الحاجة اليومية لسكان القطاع، في ظل تفاقم الجوع وانهيار النظام الصحي بشكل خطير.

جمود في المفاوضات رغم الوساطات

والجدير بالإشارة أن تصريحات نتنياهو تأتي عقب قراره، أمس الخميس، بإعادة كافة أعضاء وفده التفاوضي من الدوحة إلى تل أبيب، احتجاجاً على ما وصفه بـ"الجمود" في المحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم".

كما تتم مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة من مصر وقطر، وبالتعاون مع الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

ويشار إلى أن الوفد الإسرائيلي قد غادر إلى الدوحة الأسبوع الماضي دون الإعلان عن أي تقدم، قبل أن يأمر نتنياهو مساء الثلاثاء بعودة كبار الأعضاء، مع إبقاء الطواقم الفنية فقط لمتابعة التفاصيل.

عرض أمريكي مرفوض من حماس

وفي اليوم نفسه، كشف "مكتب نتنياهو"، أن إسرائيل وافقت على مقترح أمريكي لإعادة المختطفين الإسرائيليين، يستند إلى خطة قدمها المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، تم نقلها إلى حماس عبر الوسطاء.

إلا أن الحركة، بحسب الرواية الإسرائيلية، لا تزال ترفض العرض. 

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، يشمل العرض إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء في يوم واحد، علاوة على تسليم جثامين نصف القتلى منهم، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية هناك 58 أسيراً لها في غزة، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني، يعانون ظروفاً قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، أودت بحياة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

الأسرى مقابل إنهاء الحرب

وتجدر الإشارة إلى أن "حماس"، أكدت مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شريطة إنهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

إلا أن "نتنياهو"، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على استمرار الاحتلال ونزع سلاح الفصائل، وهو ما ترفضه هذه الأخيرة طالما بقي الاحتلال قائماً.

وبدورها، اتهمت المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بإطالة أمد الحرب تلبية لرغبات شركائه في اليمين المتطرف، من أجل تحقيق أهدافه السياسية الخاصة، وعلى رأسها البقاء في الحكم.

والجدير بالذكر أن إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، تواصل حربها المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة أكثر من 175 ألف ضحية بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.

وكالات