أثيرت حالة كبيرة من الرعب في صفوف الإسرائيليين، عقب تلقي عدد منهم مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة، تضمنت تسجيلات لأسرى يصرخون رعباً في قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
تسجيلات لأسرى يصرخون رعبًا في غزة
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن المكالمات التي وردت خلال الليلة الماضية جاءت من أرقام إسرائيلية مجهولة، وسمع فيها أصوات أسرى تخللتها صفارات إنذار وانفجارات في الخلفية.
وخلال إحدى هذه التسجيلات، ظهر مقطع من فيديو بثته حركة "حماس"، في 10 مايو الجاري، يظهر فيه الأسير يوسف حاييم أوحانا وهو يصرخ، إلى جانب الأسير إلكانا بوحبوت الذي حاول الانتحار وكان في حالة صحية متدهورة.
تصاعد الحرب وصمت الحكومة الإسرائيلية
والجدير بالإشارة أن هذه التطورات جاءت في ظل تصعيد حكومة بنيامين نتنياهو حرب الإبادة ضد قطاع غزة، من خلال الغارات الجوية والعمليات البرية وسياسة التجويع عبر إغلاق المعابر، متجاهلة مصير الأسرى لدى "حماس".
كما يطالب آلاف الإسرائيليين، بمن فيهم عائلات الأسرى، حكومة نتنياهو التي تتبع سياسة اليمين المتطرف، بإعادة كافة المحتجزين حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب، إلا أن هذه المطالبات لم تجد أي استجابة داخل أروقة السلطة، رغم اقتراب الحرب من عامها الثاني.
وأعلن "نتنياهو"، خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء في مكتبه بالقدس الغربية، أن لدى "حماس" 20 مختطفاً إسرائيلياً على قيد الحياة في غزة، بينما يعتقد أن 38 آخرين قتلوا، وفقاً لتصريحاته.
نفي هيئة الأسرى وتأكيدات الأمن السيبراني
كما أكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، على عدم مسؤوليتها عن هذه المكالمات، لافتة إلى أن بعض أفرادها أنفسهم تلقوا تلك الاتصالات المجهولة.
وشددت "الهيئة"، على أن المكالمات تضمنت تسجيلات لأسرى يصرخون من الرعب، في ظل أصوات القصف الإسرائيلي، علاوة على مقاطع مقتطعة من فيديوهات نشرتها "حماس" سابقاً للأسرى.
وأضافت "الهيئة"، أنها تدعم عودة جميع المختطفين في صفقة واحدة حتى على حساب إنهاء الحرب.
في السياق ذاته، أشارت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، إلى أن هذه المكالمات بأنها محاولة لإثارة الذعر بين الإسرائيليين، موصية بضرورة قطع الاتصال فوراً وحظر الأرقام التي تأتي منها مثل هذه المكالمات، كما أكدت أن القضية قيد المعالجة والتحقيق.
المكالمات تحمل رسائل تحذيرية
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فأن المكالمات كان بها صرخات باللغة العبرية لأشخاص ينادون: "يا شعب إسرائيل، لا يزال هناك عدد من المختطفين أحياء، لماذا تنتظرون؟" وتلقت الشرطة العديد من البلاغات بشأن هذه المكالمات، وأحالت الأمر للجهات الأمنية المختصة للتحقيق.
مطالب حماس وشروط نتنياهو الجديدة
وتجدر الإِشارة إلى أن حركة "حماس"، أكدت مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب، انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، إلا أن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يرفض هذه المقترحات ويطرح شروطاً جديدة من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر على إعادة احتلال غزة.
ويذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، تتهم حكومة نتنياهو بمواصلة الحرب استجابةً للجناح اليميني المتطرف، سعياً لتحقيق مصالح سياسية شخصية، لا سيما لضمان استمراره في السلطة وسط هذه الأزمة الإنسانية والسياسية.