تحقيق سويسري يكشف أسرار "مؤسسة إغاثة غزة" المدعومة من واشنطن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أفادت الحكومة السويسرية، اليوم الأحد، إنها تدرس إمكانية فتح تحقيق قانوني يتعلق بأنشطة "مؤسسة إغاثة غزة"، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة، تتولى الإشراف على توزيع المساعدات في قطاع غزة بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ضغوط دولية وانتقادات أممية

وتأتي هذه الخطوة عقب تلقي الحكومة السويسرية طلباً من منظمة غير حكومية محلية تطالب فيه بفتح تحقيق حول خطة "مؤسسة إغاثة غزة" بشأن توزيع المساعدات، وهي الخطة التي واجهت رفضاً صريحاً من الأمم المتحدة، معتبرة أنها تفتقر للحياد والنزاهة، وقد تتسبب في زيادة التهجير القسري وتعريض آلاف المدنيين للخطر.

ورداً على هذه الانتقادات، شددت "المؤسسة"، في تصريح لوكالة "رويترز"، على أنها "ملتزمة تماماً بالمبادئ الإنسانية"، ونفت دعمها لأي عملية نقل قسري للمدنيين.

 إلا أن الخطة التي وضعتها قوات الاحتلال والتي تنفذها المؤسسة تستهدف، في جوهرها، دفع الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.

مساعدات محدودة ومراوغة مستمرة

والجدير بالإشارة أنه بعد منع تام استمر منذ 2 مارس، أعلنت سلطات الاحتلال، قبل أيام، عن الموافقة بدخول كميات محدودة من المساعدات إلى قطاع غزة، لكن ذلك جرى تحت ضغط دولي، وظلت المساعدات مقتصرة على جنوب القطاع دون السماح بإيصالها إلى شماله، في خطوة وصفت بأنها استمرار لنهج المراوغة والسيطرة.

مذكرتا شكوى من منظمة سويسرية

وقد أعلنت منظمة "ترايال إنترناشونال"، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من سويسرا مقراً لها، يوم الجمعة، عن رفع مذكرتين قانونيتين إلى السلطات السويسرية للتحقيق في مدى التزام "مؤسسة إغاثة غزة" بالقوانين المحلية والقانون الإنساني الدولي.

وتقدمت المنظمة، في 20 مايو الجاري، بطلب إلى الهيئة الاتحادية المختصة بمراقبة المؤسسات، واتبعتها في 21 من الشهر ذاته بطلب آخر إلى وزارة الخارجية السويسرية، مطالبة بتوضيح ما إذا كانت المؤسسة قد كشفت، حسب القانون السويسري، عن استخدامها شركات أمنية خاصة في توزيع المساعدات، وما إذا كانت الحكومة وافقت على ذلك.

ومن جانبها، ذكرت وزارة الخارجية السويسرية لوكالة "رويترز" أنها تنظر حالياً في ما إذا كان هذا النوع من الإفصاح مطلوباً قانوناً، لافتة إلى أن الهيئة الاتحادية المختصة لا تراجع مدى امتثال المؤسسات لقوانينها الأساسية قبل انطلاق نشاطها الفعلي.

فشل متوقع لخطة الاحتلال

ويشار إلى أن الخطة التي أعدتها سلطات الاحتلال لتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة تواجه تحديات كبيرة تهدد مصيرها بالفشل.

 ففي أول مؤشر على التعثر، تم تأجيل إطلاق المرحلة الأولى من الخطة قبل ساعات من تنفيذها، حيث كان من المفترض أن تبدأ الشركة الأمريكية المكلّفة من قبل حكومة الاحتلال نشاطها السبت، لكن تم تأجيل ذلك إلى الأحد، ثم أرجئ الموعد مجدداً إلى أجل غير مسمى، بسبب "مشاكل لوجستية تتعلق بمراكز التوزيع التي لم تجهز بعد"، بحسب التصريحات الرسمية.

توزيع مشبوه وغموض في التنفيذ

حتى اللحظة، لا تزال بداية عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة والمسؤولة عن توزيع المساعدات بدعم مباشر من جيش الاحتلال، محاطة بالغموض.

والجدير بالذكر أن المؤسسة قد أنشأت 3 نقاط توزيع في منطقة رفح جنوبي القطاع، وتحديداً بين محوري موراغ وصلاح الدين (فيلادلفيا)، علاوة على نقطة رابعة وسط القطاع، في المنطقة الواقعة بين محور نتساريم والمخيمات، على امتداد طريق صلاح الدين.

وكالة الأناضول