أفادت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، بأن مؤسسة غزة الإنسانية بدأت تشغيل مركزين من أصل أربعة مراكز مخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
الآلية الجديدة لمساعدات غزة
إلا أن وسائل إعلام محلية أعلنت عن اقتحام حشوداً غاضبة بعض النقاط واستولت على محتوياتها، في مشهد يعكس توتراً ميدانياً متصاعداً.
والجدير بالإشارة أن المواقع الثلاثة لهذه المراكز تقع في تل السلطان بمحاذاة محور موراج، بينما يقع المركز الرابع في منطقة ممر نتساريم جنوب مدينة غزة.
وقد بدأ المركزان الموجودان في تل السلطان بمنطقة رفح عملهما رسمياً.
وفي هذا الصدد، تداولت منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر طوابير من الفلسطينيين وهم يصطفون أمام مركز التوزيع في تل السلطان للحصول على المساعدات، والتي شملت في الغالب مواد أساسية مثل الأرز والزيت والسكر والدقيق ومعجون الطماطم، ومعظمها من إنتاج إسرائيلي.
تنسيق دولي وشركة أمن أمريكية
ومن جهته، أوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن افتتاح هذه المراكز جاء بناءً على توجيهات سياسية وبالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن ما وصفه بـ"جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وأشار "الجيش"، إلى أن إنشاء مجمعات التوزيع الأربعة تم بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية، وتحت حماية شركة أمن أمريكية مدنية عاملة في القطاع.
كما أكد "الجيش"، أن "عملية الإنشاء جرت خلال الأشهر الماضية بإشراف المستوى السياسي الإسرائيلي، وبالتعاون مع الإدارة الأمريكية"، وجرى تنسيق مباشر بين قيادة المنطقة الجنوبية ووحدة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية وبين منظمات الإغاثة ومؤسسة غزة الإنسانية (GHF) والمجتمع المدني الأمريكي.
إطلاق نار لحماية الموظفين
كما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن مجموعات من السكان اقتحمت مواقع توزيع المساعدات، مما اضطر أفراد الحراسة التابعين للشركة الأمنية الأمريكية إلى إطلاق النار في محاولة لحماية الموظفين في المكان.
خلافات دولية حول "البديل الإنساني"
وعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة، تمسكت مؤسسة غزة الإنسانية بمباشرة عملها في توزيع المساعدات، مما أثار غضب مؤسسات الأمم المتحدة، وعلى رأسها وكالة "الأونروا"، التي ترى في ذلك سعياً إسرائيلياً لإقصائها عن المشهد الإنساني في غزة.
ولم تكشف مؤسسة غزة الإنسانية عن الدول الممولة للمساعدات التي توزعها، لكنها أوضحت أنها تعاقدت مع شركة أمنية أمريكية لتأمين عمليات التوزيع ميدانياً.
وفي السياق ذاته، كان السفير الأمريكي لدى إسرائيل قد أوضح أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك مباشرة في توزيع المساعدات، لكنه سيتولى تأمين محيط مراكز التوزيع من مسافة بعيدة.
مساعدات الأمم المتحدة معلقة
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ مطلع مارس الماضي، وحتى الاثنين من الأسبوع الماضي، لتعلن بعدها أنها سمحت بإدخال أكثر من 500 شاحنة مساعدات موجهة إلى مؤسسات تابعة للأمم المتحدة.
ومع بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية، لا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت إسرائيل ستواصل دعم القنوات الأممية، في ظل إشارات من مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى بعدم رغبتها في التعاون مع الكيان الجديد الذي يتولى عملية التوزيع.