العمل في الإعلام وفي فلسطين خاصة ليس كالعمل في باقي القطاعات العمل. فالعمل في قطاع الإعلام لا يرتبط بمواعيد عمل محدده ولا عمرا محددا عند نهايته تغلق الباب وراءك وينتنهي دورك بمجرد خروجك من مكتبك ومغادرتك مكان عملك انك هنا ينتهي دورك وتذهب الى منزلك لتسترخي وتاكل وتنام وتمارس حياتك الشخصية كما يحلو لك، بل يتطلب منك التفرغ واليقظة الدائمة ٢٤ على ٢٤ ساعة في اليوم، فهذا يحدده حسك الاعلامي وعمق انتمائك لوطنك هو ما يجعلك تتخلا كل متع الحياة وتتفرغ لنقل الخبر ومتابعته؛ ليس لانه هذا العمل الذي تتقاضى عليه عائدا ماديا ومعنويا فقط بل لان هذا العمل هو ما يعكس واجبك الوطني والانساني فأنت جنديا ومقاوما وبيدك سلاحا عليك أن تتعامل معه بجدارة ومسؤولية وسلاحك هو قلمك او شاشة جوالك او الكاميرا التي تلتقط بها الصورة او مشاهد حية لفيديوا يجسد حدثا ما . ان هذا السلاح هو وسيلتك المتاحة لايصال وجع وألم وانين وفرح وانتصارات بني وطنك وانت الوحيد الذي سيخلدها فلا تظن ان غيرك من سينوب عنك بهذا العمل فأنت من توجه نحوه أنظار بني وطنك وتلقي على كاهلك هذا الدور وعليك أن تكن جديرا وتستحق هذه الثقة وعلى قدر عالي بتحمل المسؤوليته التي انيطت به فالجميع سيعول عليك ويشير إليك بالبنان والاشادة عندما تؤدي دورك بمنتهى المسؤولية والامانة والنشاط واذا تقاعصت وتخاذلت عن اداء هذا الدور سيشار إليك بأصابع الاتهام بالسلبية والتخاذل. ان من يدخل فضاء الإعلام يصعب عليه مغادرته فليست الصعوبة في هذا الحب للشهرة وجني المال وانما هو غراما يجري في عروقك وهوائه ينعش رئتاك ويشعرك انك لا زلت حيا فأنت لا زلت تقاوم بصوتك وكلمتك وقلمك والكاميرا التي بحوزتك . يقال مثلا شعبيا راودني الان انه " يموت الزمار ويبقى زماره يزمر" . وانا اقول ان الاعلامي يمووت ويبقى صوته وكلمته وصوره ومواقفه الشجاعة حية في ذاكرة الاحرار من بعده وتخلد بصمتة في عقول وقلوب كل الأجيال التي تليه . فيا جنودنا في الإعلام الفلسطيني ابقوا احياء بمواقفكم وبطولاتكم لتبقون احياءا مخلدين في ذاكرة اجيبلكم القادمة.
