أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي قام بترقية ضابط يتهم بإصدار أوامر بإطلاق النار على فلسطينيين من قطاع غزة كانوا يلوحون بالرايات البيضاء أثناء مرورهم عبر طريق نتساريم في أواخر العام الماضي، إلى منصب قائد كتيبة، وذلك رغم الشهادات التي تؤكد مسؤوليته، وعدم فتح تحقيق رسمي حتى الآن.
تفاصيل حادثة نتساريم
وأوضحت "الصحيفة العبرية"، أن الضابط الذي تمت ترقيته كان قد أمر جنوده بإطلاق النار على أحد سكان غزة أثناء محاولته العبور وهو يرفع راية بيضاء، بحسب ما شهد به جنود حضروا الواقعة.
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن الحادثة تم الكشف عنها أول مرة في ديسمبر 2024، من خلال مقال رأي نشرته الصحيفة نفسها، كتبه جندي حضر المشهد وتحدث عن تفاصيله.
علاوة على ذلك تم توثيق الواقعة أيضًا في تحقيق استقصائي أجرته الصحيفة لاحقًا حول أحداث تقاطع نتساريم خلال تلك الفترة.
نتساريم.. طريق الموت والنزوح
والجدير بالإشارة أن تقاطع نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن بقية مناطقه، قد تحول إلى مسرح لعمليات نزوح جماعي وعودة مؤقتة لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين فروا من أهوال القصف الإسرائيلي.
وفي 27 يناير الماضي، انسحب الجيش الإسرائيلي من محور الرشيد–صلاح الدين، ما أتاح لحوالي نصف مليون نازح فلسطيني العودة تدريجيًا إلى شمال القطاع.
وعلى الرغم من هذا الانسحاب، فقد خضعت عملية العبور لتفتيش مشدد نفذته ثلاث شركات أمنية من الولايات المتحدة ومصر، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام العبرية آنذاك.
عزل الشمال وتفكيك القطاع
وقد أحكم الجيش الإسرائيلي سيطرته على محور نتساريم في نوفمبر 2023، بهدف فصل غزة وشمالها عن مناطق الوسط والجنوب، وهو ما تسبب في تهجير نحو مليون فلسطيني إلى جنوب وادي غزة نتيجة القصف العنيف.
وبحسب ضوء الشهادات التي جمعتها الصحيفة، تبين أن الضابط أصر في إحدى الحوادث على استهداف فلسطينيين أثناء عبورهم للطريق، لكن ضابطًا آخر منعه من تنفيذ الأمر، وفي أعقاب نشر العمود الصحفي، قامت الشرطة العسكرية بالاتصال بكاتب المقال، الجندي "حاييم هار-زيهاف"، لاستدعائه للإدلاء بشهادته.
تحقيق مؤجل وترقية مثيرة للجدل
وعلى الرغم من مرور أشهر طويلة على تقديم الشهادة، لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بفتح تحقيق رسمي، كما لم يتم استدعاء الضابط المتهم، والذي يحمل رتبة رائد في قوات الاحتياط، لاستجوابه بشأن ما حدث.
وبحسب ما ذكرته "الصحيفة"، فإن الضابط المذكور تمت ترقيته إلى منصب قائد كتيبة مشاة مسؤولة عن تنفيذ مناورات برية في قطاع غزة، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي على ما ورد في تقرير "هآرتس" حتى الآن.
