أفادت القناة 14 الإسرائيلية، نقلًا عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تأكيده أن الأزمة الحكومية الراهنة في إسرائيل تُعد "خطيرة"، لافاًا إلى أن البلاد تقترب من إجراء انتخابات جديدة، وهو ما يعني ـ بحسب تعبيره ـ إما توقف الحرب أو خسارتها.
خلافات حادة داخل الأحزاب الحريدية
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يسعى قياديون في حزب "أغودات يسرائيل" ـ والذي يشكل مع "ديغل هتوراة" كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية داخل الكنيست والحكومة ـ إلى عقد اجتماع لـ"مجلس كبار حكماء التوراة"، وهو المجلس المخوّل باتخاذ القرارات المصيرية داخل الحزب، وذلك بهدف إلزام أعضاء الكنيست بدعم مشروع قانون يقضي بحل الكنيست، على خلفية تصاعد الخلافات مع حزب الليكود بشأن مشروع قانون يُعفي اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية.
توجيهات متضاربة من المرجعيات الدينية
وفي السياق ذاته، طلب الزعيم الروحي لحزب "ديغل هتوراة"، الحاخام دوف لاندو، من أعضاء الكنيست في حزبه بتأييد قانون حل الكنيست، وفقًا لمصادر داخل "يهدوت هتوراة".
ومع ذلك، أكشفت صحيفة "هآرتس"، أن الحاخام لاندو أوصى عضو الكنيست موشيه غفني ـ المنتمي إلى "ديغل هتوراة" ـ فقط بالانسحاب من الائتلاف، مانحًا بذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهلة زمنية لاحتواء الأزمة المتصاعدة.
ارتباك سياسي قد يفجر الائتلاف
والجدير بالإشارة أن التقديرات السياسية في إسرائيل تؤكد أنه في حال أقدمت "يهدوت هتوراة" على تقديم مشروع قانون لحل الكنيست أو أعلنت انسحابها من الائتلاف، فإن ذلك سيضع حزب "شاس" في موقف صعب، وقد يدفعه للانضمام إلى الخطوة ذاتها. وقد جاءت هذه التطورات في أعقاب اجتماع عقد مساء أمس بين ممثلي الأحزاب الحريدية ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، المنتمي لحزب الليكود. وقد وصف الحريديم هذا اللقاء بـ"الفاشل"، لافتين إلى أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، لاسيما فيما يتعلق بعدد المجندين من الحريديم والعقوبات الفردية التي ستفرض على من يرفضون الخدمة العسكرية، وكذلك على المؤسسات التعليمية الدينية الرافضة.
اتهامات تطال إدلشتاين ونتنياهو
ووفقًا لما نقله موقع "واينت" الإلكتروني، عن مصادر حريدية أن إدلشتاين أضاف بنودًا جديدة لقانون التجنيد لم تكن مطروحة سابقًا، مما تسبب في إعلان بعض الفصائل نيتهم الانسحاب من الائتلاف أو الدفع نحو حل الكنيست.
فيما وجهت "المصادر"، أصابع الاتهام ليس فقط إلى إدلشتاين، بل إلى نتنياهو نفسه، معتبرين أنه يتحمل جزءًا من المسؤولية عن تفاقم الأزمة.
صمت "شاس" وتحركات خلف الكواليس
ولفتت مصادر في "أغودات يسرائيل"، إلى أن رئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، على اطلاع تام بكافة تفاصيل الأزمة، ويتوقع منه دعم قانون حل الكنيست، وبينما يلتزم درعي وأعضاء حزبه بالصمت، انتشرت أنباء تفيد بأنه يسعى إلى بلورة حل سياسي.
وفي وقت لاحق، أفادت القناة 12 بأن "درعي" ناشد وزراء ونواب حزبه بضرورة عقد اجتماع عاجل خارج الكنيست، مما دفعهم إلى مغادرة المبنى بشكل جماعي.
حسابات درعي المعقدة
ويرى "درعي"، أن الخيار الأفضل يتمثل في التوصل إلى اتفاق مع نتنياهو حول موعد لإجراء انتخابات مبكرة، لأنه لا يريد أن يظهر بمظهر المتسبب في إسقاط حكومة اليمين، ويعود ذلك إلى أن جزءًا كبيرًا من قاعدة "شاس" الجماهيرية تتكون من متدينين تقليديين يخدمون في الجيش، ويؤيدون نتنياهو بشدة.
والجدير بالذكر أن حل الكنيست في الوقت الحالي سيفقد "شاس" السيطرة على وزارة الشؤون الدينية، وعلى قرارات تعيين حاخامات المدن، ومن بينهم ابن شقيق درعي، الذي يُعد مرشحًا بارزًا لمنصب حاخام مدينة بئر السبع في الأشهر المقبلة.