بقلم جلال نشوان
انطلق الحوار مع صديقي حول سياسة الكابوي الأمريكي والتأييد الأعمى لدولة الاحتلال الارهابية النازية كثيرة هي الأسئلة التي تدور في خلد أي إنسان لماذا تدعم الولايات المتحدة الأمريكية دولة الإحتلال بشكل مطلق ؟ وتأتي الإجابة أن المتابعين للسياسة الخارجية الأميركية يتفقون على أسباب دعم واشنطن الأعمى وغير المحدود لدولة الإحتلال الارهابية النازية منذ نشأتها قبل 77 عاماً وأن هذا التأييد الأعمى يرجع إلى الترابط الديني بين( الصهيونية والبروتستانتية) ، وإلى التحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بينهما، وإلى دور اللوبي وجماعات اليهود الأميركيين أيها السادةالأفاضل : يعرض الكثير من الخبراء والأكاديميين نظريات تحلل وتفسر لهذا الدعم المطلق وتأثيره في خريطة العلاقات الدولية، . و هناك بعداً آخر أكثر أهمية وربما يفسر كل الأسباب السابقة، ويتعلق بحجم شعبية دولة الإحتلال الارهابية النازية في الولايات المتحدة، الأمريكية والتي تزيد على شعبية الرئيس أن شعبية دولة الإحتلال تزيد على شعبية الرؤساء الأميركيين. وأخبرت صديقي إنني قرأت استطلاعاً أجرته إحدى الموسسات الأمريكية أن شعبية دولة الاحتلال بلغت 75%، وهي ثاني أعلى نسبة بعد نسبة 79% المسجلة في عام 1991 بعد حرب الخليج. وتزيد نسبة تأييد دولة الإحتلال بين الأميركيين هذا العام على نسبة تأييد الأميركيين للرئيس جو بايدن حيث بلغت نسبة التأييد له ولسياساته 53% مقابل معارضة 43% طبقا لاستطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" (CNN) على 1044 أميركيا بين 21 و25 يؤيدون دولة الإحتلال و أن التأييد الشامل يضر بالمصالح الأميركية في الوقت الذي لا تكترث فيه دولة الإحتلال بمصالح الكابوي الأمريكي مع أن ما اقترفته دولة الإحتلال في حق الولايات المتحدة، مثل تدمير المدمرة ليبرتي في ستينيات القرن الماضي، مروراً بتسريب أسرار عسكرية وتكنولوجية أميركية للصين، إضافة للتجسس على الجيش الأميركي نفسه في عدة مناسبات، ورفضها التوصل لجهود واشنطن لسلام في الشرق الأوسط، وهو ما يضر بالمصالح الأميركية. الجنرال ديفيد باتريوس، القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان، قال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن الغضب العربي المطلق تجاه الولايات المتحدة الذي تسببه القضية الفلسطينية يحدد الدعم وقوة الشراكة الأميركية مع شعوب وحكومات المنطقة، وأن الجماعات المتطرفة تستغل هذا الغضب لتعبئة الدعم المؤيد لها، كما أن استمرار الصراع العربي الصهيوني يعطى إيران نفوذا كبيرا في العالم العربي. وعندما ارتكبت دولة الإحتلال جرائم حرب في غزة رفض رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الحرب على غزة القاضي ريتشارد غولدستون التهجمات الشخصية ضده من جانب مسؤولين في دولة الإحتلال في أعقاب صدور تقرير اللجنة حول ارتكاب الكيان الصهيوني الغاصب جرائم حرب، وشدد على أنه لا ينبغي أن تؤيد الولايات المتحدة دولة الإحتلال بشكل أعمى .وتطرق في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس الصهيونية ونشرتها، في ذلك الوقت إلى احتمال استخدام الفيتو الأمريكي ضد التقرير لدى بحثه في مجلس الأمن، وقال إنني لا أعتقد أن دولة ما يجب أن تدافع عن دولة أخرى بشكل أعمى، وكنت أفضل أن تطرح الولايات المتحدة أسباباً لانتقاد التقرير . أيها السادة الأفاضل: التأييد الأمريكي الأعمى، جعل من الإرهاب الصهيوني ارهاباً مدللاً ، حتى أن العالم أدرك أن دولة الإحتلال فوق القانون الدولي جاء أيقونة الإرهاب نتنياهو وبحكومة هي الأكثر تطرفاً وبأولويات صهيونية دينية متطرفة ، هذا بالإضافة إلى المحافظة على الطابع اليهودي للدولة، تعزيز هجرة اليهود إلى دولة الإحتلال، وهذا ما جعل الحكومة تجابه باحتجاجات داخلية تتهمها بإنها ستقود دولة الاحتلال إلى دولة دينية أصولية ، و تعمل على مخطط تضفي من خلاله الشرعية على جميع المستوطنات الصهيونية، وتبرير عمليات القتل ضد شعبنا الفلسطيني ومنع ملاحقة أي جندي صهيوني، كما تخطط لفرض عقوبات جماعية لقرى فلسطينية بأكملها. أما بشأن أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 ، فإن أخطر ما يهدد أهلنا هو تحويل مواجهة الجريمة إلى مدخل تستطيع من خلاله دولة الإحتلال مراقبة أبناء شعبنا وسحب هوياتهم و ممارسة كل أنواع العنف والقمع ضدهم. وقد اتضح من الخطوط الأساسية لحكومة أيقونة الإرهاب نتنياهو، وفق الإتفاقيات الائتلافية، مدى النهج المتطرف لهذه الحكومة. فعلى الصعيد الداخلي، ركز الاتفاق، على أن للشعب اليهودي حقاً خالصاً غير قابل للجدل على أرض دولة الكيان الغاصب كما شدد على المحافظة على الطابع اليهودي للدولة. أيها السادة الأفاضل: اتضحت الأمور بشكل واضح وجلي اقتحامات للمسجد الأقصى ليلاً ونهاراً ، وارتكاب المذابح في كل المحافظات ، حتى اننا أكثر 56000 الف شهيد في محافظات غزة وأكثر من 200000 جريح قطعان المستوطنين الإرهابيين المدججين بالأسلحة يعتدون على أبناء شعبنا ويقذفون سيارات الأخوة المواطنين بالحجارة وبحماية من جيش الإحتلال الصهيوني الارهابي ولعل ماحدث من حرق حوارة وتدمير ممتلكاتها خير شاهد على الإرهاب الصهيوني المدلل، والولايات المتحدة الأمريكية تصدر بيانات خجولة وعلى استحياء ، تلك البيانات التي تشجع دولة الإحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم مهما كان المشهد مؤلماً ، فإن شعبنا سيواجه ظلم الظالمين واحتلال المحتلين بكل ما أوتى من قوة ومهما كانت التضحيات نحن أصحاب أعدل قضية عرفتها البشرية وسننتصر طال الزمن أم قصر الكاتب الصحفى والمحلل السياسي جلال نشوان