دعا سفير دولة فلسطين لدى جمهورية كازاخستان وعميد السلك الدبلوماسي العام، د. منتصر أبو زيد، جمهورية كازاخستان إلى دعم المساعي الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام، تحت رعاية مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، في مقر الأمم المتحدة خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران 2025، بهدف إعادة إحياء حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل بين فلسطين وإسرائيل.
جاء ذلك خلال لقاء عقده السفير أبو زيد ظهر اليوم في مقر السفارة بالعاصمة أستانا، مع السيد روان جمعة بيك، مدير إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة خارجية جمهورية كازاخستان، والذي تم تعيينه مؤخرًا سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي مستهل اللقاء، قدّم السفير أبو زيد التهاني لضيفه بمناسبة تعيينه، متمنيًا له النجاح في مهامه الجديدة، ثم أطلعه على آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ أكثر من 617 يومًا لعدوان إسرائيلي مستمر، يشمل عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية وتهجير قسري.
وأشار إلى أن هذه الاعتداءات أسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمصابين، فضلًا عن تهجير نحو مليوني فلسطيني من منازلهم، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية والصحية، وبلوغ مستويات خطيرة من المجاعة والانهيار التام في المنظومة الصحية والخدماتية في قطاع غزة.
كما استعرض السفير أبو زيد استمرار الاقتحامات الدموية والهمجية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وما يرافقها من استهداف مباشر للمدنيين، وإغلاق شامل لتلك المناطق، وإطلاق نار بهدف القتل خارج نطاق القانون، إلى جانب منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى الجرحى وتركهم ينزفون حتى الموت.
وتساءل السفير: "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن، في ظل هذه المناظر الوحشية والجرائم التي تُرتكب يوميًا، فمتى سيتحرك لينتصر لمبادئه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته؟"
من جانبه، عبّر السيد روان جمعة بيك عن شكره للسفير الفلسطيني على تهنئته، مؤكدًا أن مواقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية مبدئية وثابتة، وأنه لا يمكن التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلا من خلال الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما شدد على دعم كازاخستان لخيار حل الدولتين استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام اللقاء، قدّم السفير أبو زيد لضيفه هدية تذكارية من التراث الفلسطيني عبارة عن مجسم للمسجد الأقصى، وقلّده شهادة تقدير باسم السلك الدبلوماسي العام المعتمد لدى جمهورية كازاخستان.