في ظل دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، وتصاعد وتيرة الإعلانات الرسمية الإيرانية عن إلقاء القبض على "متعاملين" مع إسرائيل، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، فرض قيود مشددة على الإنترنت العالمي داخل البلاد.
وأكدت "مهاجراني"، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة، إن إيران ستتحول عند الضرورة إلى الشبكة الوطنية للإنترنت، مشددة على أن تقييد الوصول إلى الشبكة العالمية يأتي في إطار الحفاظ على "أمن البلاد والمواطنين"، حسب تعبيرها.
دعوة إسرائيلية للتعاون
وفي تطور لافت، وجهت وزارة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، دعوة مباشرة إلى الإيرانيين عبر حسابها بالفارسية على منصة "إكس"، ناشدتهم فيها بالتعاون مع إسرائيل، وقد شملت الرسالة رابطًا مباشرًا لموقع الموساد الإلكتروني.
وأشارت "مهاجراني"، في منشور على حسابها بالفارسية، إلى تلقيها "الكثير من الرسائل من مواطنين إيرانيين، من بينهم عناصر أمنية، يعربون عن قلقهم من مستقبل البلاد، ويطلبون التواصل مع السلطات الإسرائيلية، حتى لا تلاقي إيران مصيراً كلبنان أو غزة"، وفق زعمها.
شهروندان عزیز ایران,
— ارتش دفاعی اسرائیل | IDF Farsi (@IDFFarsi) June 18, 2025
ما وضعیت سخت شما را در سایه شرایط دشواری که رژیم برایتان ایجاد کرده، درک میکنیم. در روزهای اخیر پیامهای زیادی از سوی عزیزانی دریافت میداریم که از آینده نامعلوم کنونی نگران اند. حتی کسانی که خود را از اعضای نهادهای امنیتی رژیم معرفی میکنند، احساس ترس،… pic.twitter.com/XQMitfk46v
وشددت وزارة الجيش الإسرائيلي، على أنها ليست الجهة المعنية باستقبال تلك الطلبات، لكنها أحالت المتواصلين إلى الموقع الرسمي للموساد، مع توصية باستخدام شبكة VPN خارجية.
حملة اعتقالات واسعة
والجدير بالإشارة أن السلطات الإيرانية كانت قد أعلنت عن تفكيك خلايا وتجهيزات مرتبطة بإسرائيل.
وكانت السلطات الإيرانية، قد كشفت خلال الأيام الماضية، عن اعتقال العشرات من المتعاونين مع الجانب الإسرائيلي، علاوة على تفكيك مصانع لتجهيز طائرات مسيرة كانت مخصصة لشن هجمات داخل البلاد.
كما نشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية مشاهد لما قالت إنها عمليات مطاردة لشاحنات محمّلة بمسيرات إسرائيلية، ولقطات لاعتقال من وصفتهم بـ"عملاء الموساد".
اختراق استخباراتي متزايد
وجاءت هذه الإجراءات وسط قلق متصاعد من اتساع رقعة الاختراق الإسرائيلي داخل العمق الإيراني، بعد أن أثبتت الضربات الإسرائيلية الأخيرة قدرة الموساد على تنفيذ عمليات داخل الأراضي الإيرانية نفسها.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة، في وقت سابق، عن تسلل عناصر من الموساد إلى داخل إيران منذ عدة أشهر، وتدريبهم لفرق محلية، فضلًا عن تهريب قطع لطائرات مسيرة عبر رجال أعمال وشركات تجارية محلية دون علمها.
وقد أشار "المراقبون"، إلى أن هذا السيناريو يشبه ما حدث مع "حزب الله" في لبنان خلال الصيف الماضي، في عملية "البيجر" التي كشفت عن شبكات خفية تضم المئات من العناصر المرتبطة بالموساد.