الإصلاح مش هيك سيادة الرئيس

بقلم: ميسون كحيل

أصابنا الملل من لعبة الإصلاح، تارة من المجتمع الدولي الفاسد أصلًا، وتارة من إجراءات السلطة والقرارات التي تتخذها تماشيًا مع المطالبات الأمريكية والأوروبية كحجج ومبررات. والسلطة من جهتها تتعامل مع الإصلاحات بتغيير الأشخاص، وفي الغالب تكون بعيدة فعليًا عن الإصلاح الحقيقي الذي يصب في مجرى ضرورة تعديل الأخطاء، وإزالة الشوائب، وتوجيه الأمور إلى المسار الصحيح للعمل والأداء، وبشكل مستمر لمعالجة أي أخطاء قد تحدث أثناء تقديم الواجب والخدمة. ومن الضروري فرض القوانين دون تمييز، ومنح القضاء لحسم القضايا دون تدخلات ومجاملات وواسطات، وتحسين الظروف المعيشية للمواطن، وتعزيز ثقة المواطن بالسلطة.

الإصلاح ليس فقط في إقالة فلان وتعيين علان، رغم أن هذه الإجراءات منقوصة وغير مدروسة من الناحية العملية والمصلحة العليا. وعلى سبيل المثال، الأسلوب المتبع في اختيارات بعض الأشخاص للمناصب. ولا شك أن بعض التعيينات تأتي بتوصية من فلان أو تدعيم للدوائر المقربة، ولا تكون في البحث عن الأفضل خبرة وأداء. ولو نظرنا مؤخرًا إلى التعديل الجديد للحكومة، ومع احترامي الشديد لوزيرة الخارجية الجديدة ولوزير التخطيط الدولي، فقد يكون هناك رغبة أن تعتمد هذه القرارات على اختيار شخصيات من إخوتنا المسيحيين في الوطن، ولا اعتراض على ذلك، ولكن الساحة غنية بشخصيات فلسطينية من الإخوة المسيحيين ممن لهم خبرة كبيرة في مجال العمل السياسي والدبلوماسي. فإذا نظرنا من زاوية الوجوه النسائية، ففلسطين لديها الدكتورة حنان عشراوي التي تمتلك خبرة هائلة في هذا المجال، وإذا وافقنا جدلًا أنها شخصية غير مرغوب بها لدى الرئيس لأسباب ما، فلدى فلسطين أفضل شخصية مسيحية على مستوى السياسة الدولية والعلاقات، وممن له باع طويل وعلاقات واسعة في الساحة الدولية، وهو الأستاذ عفيف صافية. وهنا أشير أنه إذا كان أيضًا غير مرغوب فيه، فإن ذلك يدل على أن التعيينات لها حسابات لا تتعلق بالإصلاح الحقيقي، وإنما مين ببصم معي ومين ما ببصم!!!! والإصلاح مش هيك سيادة الرئيس.

كاتم الصوت: مؤتمرات واجتماعات شكلية لفرض وجوه جديدة صغيرة على الساحة بحجة الإصلاح والتغيير.

كلام في سرك: الخبرة النضالية والكفاحية لا تحددها الأعمار، وإن كان كذلك، فالسن التقاعدي معروف ولا يحتمل الكيل بمكيالين.

رسالة: انتصار واضح للأقرب والمحيط والدائرة، فالأضلاع لم تعد عوجاء. وصدق المفكر الإيطالي برناردو دي مكيافيلي صاحب العبارة الشهيرة: "الغاية تبرر الوسيلة".

البوابة 24