أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، في تصريح مقتضب، عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا من أجل منحها "فرصة للتقدم والازدهار"، وذلك رداً على سؤال يتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب.
التطبيع بين إسرائيل وسوريا
وصرح "ترامب" باختصار، قائلًا: "لا أدري.. لقد رفعت العقوبات عن سوريا لإعطائهم فرصة للازدهار"، في جملة وحيدة فسرت على أنها إشارة إلى فتح الباب أمام تحول سياسي أو دبلوماسي محتمل في علاقات سوريا الخارجية، وعلى رأسها العلاقة مع إسرائيل.
شرط إسرائيل للتطبيع
وجاء هذا التصريح بعد أسابيع من إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مايو الماضي، عن رغبة إسرائيل في إقامة علاقات جيدة مع "النظام السوري الجديد"، وهو الموقف الذي مثل تحولاً لافتاً في خطاب ساعر، لا سيما بعد وصفه في مارس الماضي أعضاء النظام السوري بأنهم "جهاديون حتى لو ارتدوا البدلات الرسمية".
كما شدد "ساعر"، في مقابلة مع قناة "i24NEWS"، على أن أي اتفاق سلام محتمل مع سوريا يجب أن يتضمن اعترافًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، معتبرًا ذلك شرطًا أساسيًا لأي تطبيع مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأكد "ساعر"، إن إبقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية هو "مكسب استراتيجي" للمستقبل الإسرائيلي، في حال أتيحت الفرصة لاتفاق سلام مع دمشق.
اتفاق قبل نهاية العام الجاري
والجدير بالإشارة أن قناة "i24NEWS" العبرية، قد كشفت أمس السبت، أن هناك توجهًا جديًا بين إسرائيل وسوريا نحو توقيع اتفاق سلام تاريخي قبل نهاية عام 2025، في خطوة من شأنها أن تحدث تحولًا جذريًا في المشهد السياسي في المنطقة.
ووفقًا لما ذكرته "القناة"، نقلًا عن مصدر سوري مطلع، فإن الاتفاق المتوقع يتضمن انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد توغلها في المنطقة العازلة بتاريخ 8 ديسمبر 2024، ويشمل ذلك الانسحاب من قمة جبل الشيخ.
وأوضح "المصدر"، إن الاتفاق المرتقب سيقود إلى تطبيع كامل للعلاقات بين الطرفين، لافتًا إلى أن مرتفعات الجولان ستتحول إلى ما وصف بـ"حديقة سلام".
اعتراف سوري بوجود اتصالات
من جهته، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، في مايو الماضي، عن وجود اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء دوليين، تهدف إلى تهدئة التوترات ومنع مزيد من التدهور الأمني في المنطقة، ما اعتبر أول إقرار رسمي بمثل هذه الاتصالات منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، أشار ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، إلى أن الرئيس السوري تغير، معتبراً أن تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بات احتمالاً واقعياً، بل يمكن أن يشكّل جزءاً من عملية أوسع لإحلال السلام الإقليمي.