بن غفير يدعو لتصعيد كبير في غزة ويضغط على نتنياهو لإسقاط حماس.. ما مصير الهدنة؟

بن غفير
بن غفير

في تصعيد جديد وخطير للمواقف الإسرائيلية المتطرفة تجاه قطاع غزة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى احتلال كامل للقطاع، مؤكدًا أن إسرائيل أمام فرصة تاريخية لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، يجب استغلالها، على حد تعبيره، للقضاء على حركة حماس وفرض وقائع جديدة على الأرض.

جاءت تصريحات بن غفير خلال مقابلة أُجريت معه على القناة 14 الإسرائيلية، حيث هاجم ما وصفه بـ"الارتباك في القرار السياسي" داخل الحكومة، محذرًا من أن التراخي في مواجهة حماس سيؤدي إلى نتائج كارثية على أمن الإسرائيليين، بحسب زعمه.

وقال الوزير المتطرف: "أسمع أصوات الابتهاج في غزة وكأن حماس تنتصر، ويجب ألا نسمح بأن نصل إلى هذا الوضع، إذا لم نسقط حماس الآن، فسيكون الثمن باهظًا، وسيدفعه أطفالنا في المستقبل".

ضغط مباشر

وفي خطوة تعكس توجها داخل التيار القومي الديني الحاكم في إسرائيل، كشف بن غفير عن عزمه التنسيق مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، لممارسة ضغط مباشر على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بهدف فرض خيار الحسم العسكري الكامل في غزة.

وأضاف: "أتوقع أن يقف سموتريتش إلى جانبي، وسنذهب معًا إلى نتنياهو لنقول له بصراحة: ليس لديك تفويض سياسي أو أخلاقي لعدم إسقاط حماس، يجب اقتحام القطاع واحتلاله بالكامل، وتشجيع الهجرة من هناك، وكفى أعذارًا".

تطرف متزايد في مواقف الحكومة

تعكس هذه التصريحات التصعيدية اتساع الهوة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بين دعاة الحلول السياسية والمؤسسات الأمنية من جهة، والتيارات القومية المتطرفة التي يقودها بن غفير وسموتريتش من جهة أخرى، فبينما تشير تقديرات عسكرية إلى صعوبة تحقيق نصر حاسم عبر الاحتلال الكامل، يواصل جناح بن غفير المطالبة بخطوات ميدانية تهدف عمليًا إلى تهجير سكان القطاع أو القضاء على البنية الاجتماعية والسياسية لحركة حماس.

يذكر أن دعوات بن غفير المتكررة لـ"تشجيع الهجرة" تقابل برفض دولي واسع، وينظر إليها على أنها دعوات لـ"الترانسفير" الجماعي، وهو ما يصطدم بالقانون الدولي الذي يجرم عمليات التهجير القسري.

ضغط سياسي مع استمرار الحرب

تأتي تصريحات بن غفير في لحظة دقيقة، تسبق مباحثات حاسمة سيجريها رئيس الوزراء نتنياهو مع مسؤولين أميركيين، على خلفية المقترحات المتعلقة بوقف إطلاق النار المؤقت، والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حماس. 

وبينما يسعى الوسطاء الدوليون لإنضاج تسوية مؤقتة توقف نزيف الحرب، يضغط الجناح القومي في الحكومة الإسرائيلية للتصعيد، وتوسيع العمليات إلى اجتياح كامل للقطاع.

الجزيرة